مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الجيم مع الشين

          الجيم مع الشِّين /
          386- قوله في طَعامِ أهلِ الجنَّة: «إنَّما هو جُشَاءٌ ورَشْحٌ» يعني: أنَّ فضُولَ طعامِهم يخرُج في الجُشاءِ، وهو تنفُّسُ المعِدَة والعَرَقِ.
          387- وقوله: «ومنَّا مَن هو في جَشَرهِ» الجَشَرُ: المالُ، يخرُج به أربابُه يرعَى في مكانٍ يُمسَك فيه، وأصلُه التَّباعدُ، قال الأصمَعيُّ: مالٌ جَشَرٌ إذا كان لا يَأوِي إلى أَهلِه، قال غيرُه: وأصلُه أنَّ الجشرَ: الرَّبيعُ، قال أبو عُبيدٍ: الجَشَرُ الذين يبِيتون مَكانَهم، لا يرجِعُون إلى بيُوتِهم.
          388- قولُ مُسلمٍ في مُقدِّمته: «سأَلْتَني تَجَشُّمَ ذلك»؛ أي: تكلُّفَه، وتجَشَّمتُ الأمرَ وجشَّمَنِيه غيرِي وأجْشَمَنيه أيضاً.
          389- قولُ جابرٍ: «فعَمَدتْ(1) إلى شَعيرٍ فجَشَّتْه» [خ¦5450]؛ أي: طحَنَته جَشِيْشاً؛ أي: غليظاً، وفي حديثِ هرقلَ: «لَتجَشَّمتُ لِقاءَه»؛ أي: تكلَّفتُ ما فيه من مَشقَّةٍ، كذا في البُخاريِّ. [خ¦7]
          وفي مُسلمٍ: «لَأَحبَبتُ لقاءَه» [خ¦4553]، والأوَّلُ أوجهُ؛ لأنَّ الحُبَّ للشَّيءِ لا يُصَدُّ عنه؛ إذ لا يُطَّلع عليه، وإنَّما يُصَدُّ عن العَملِ الذي يَظهَر، فلا يُملَك في كلِّ حين.
          وفي حديثِ جابرٍ الطَّويلِ: «قال: فجَشعْنا» بالجيمِ من الجَشعِ، وهو الرَّوعُ والفزَعُ، كذا روَيناه عن الصَّدفيِّ، ومِثلُه في كتابِ التَّميميِّ، وروَيناه عن غيرِهما: «فخَشَعْنا» من الخُشوعِ، وهو السُّكونُ خَوْفاً وجَزَعاً.
          [وفي الحديثِ الآخرِ: «فبكى معاذٌ جَشَعاً لِفراقِ رسُولِ الله صلعم»؛ أي: جَزَعاً](2).


[1] في (س): (فغدت).
[2] ما بين القوسين من (ن) و(غ)، ومِثلُه في «المشارق».