مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الجيم مع الدال

          الجيم مع الدَّال
          319- قوله: «إحديهما جَدِبة(1)» [خ¦5729]، و«جَدِبَة» أيضاً؛ أي: لا نباتَ فيها.
          320- قوله: «اّْجدَح لنا» [خ¦1955]؛ أي: حرِّك السَّويقَ بالماء لنُفطِر عليه، والمِجْدَح ما يحرَّك به كالمِخوَضِ، وقال الدَّاوديُّ: معنى «اجدَح لنا»؛ أي: احلُب لنا، وليس كما قال.
          321- قولها: «إذا دخل العشر... جدَّ وشدَّ المِئزَر»؛ أي: اجتهَدَ في العملِ وكفَّ عن النِّساءِ، وقيل: بل هو كنايةٌ عن شِدَّة الاجتهادِ والتَّشمُّرِ للعبادةِ.
          قوله: «وأصحابُ الجَدِّ محبُوسُون» [خ¦5196] هم أهلُ البُخوتِ والحظُوظ الدُّنياويَّة بالمال والجاه، ويحتمل أن يُريد الملوكَ المعظَّمينَ، من قوله تعالى: {جَدُّ رَبِّنَا} [الجن:3]؛ أي: سُلطَانه وعظمتُه.
          قوله: «ولا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنكَ الجَدُّ» [خ¦844] الجَدُّ المشهورُ الفتحُ، وبالوَجهَين رويناه؛ أي: البختُ والحظُّ والعظمةُ والسُّلطان، أو الغِنى والمال، كقوله: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ} [الشعراء:88]، والمعاني مُتقاربةٌ، وأمَّا رِوايةُ الكسرِ فمعناها الحِرصُ في أمور دنياه لا ينفعَه ممَّا كُتِب له من الرِّزقِ فيها، وأنكر أبو عُبيدٍ رِوايةَ الكسرِ، وهي التي قيَّدناها في «الموطَّأ» عن أحمدَ بنِ سَعيدِ ابنِ حَزمٍ.
          قولهم: «هذا جدُّكم الذي تنتَظرون» [خ¦3906]؛ أي: صاحبُ جدِّكم وسُلطانِكم، ويحتَمل أن يريدوا هذا سعدُكم ودَولتُكم.
          قوله: «فلمَّا استمرَّ بالنَّاس الجِدُّ»؛ أي: الانكماشُ والحرصُ.
          وروَاه ابنُ السَّكن: «اشتدَّ بالنَّاسِ الجِدُّ». [خ¦4418]
          وروَاه الأصيليُّ وغيرُه: «اشتدَّ النَّاسُ الجِدَّ».
          قوله: «إذا جَدَّ به السِّيرُ» [خ¦1106]؛ أي: أسرعَ وعجِلَ في الأمرِ الذي يريدُه.
          وفي حديثِ فضلِ عمرَ ☺: «كان أجَدَّ وأجودَ» [خ¦3687]؛ أي: أحزمَ في الأمورِ وأنهَض فيها وأكرَم، قال الحربيُّ: جَدَّ في الحاجةِ يَجُدُّ بلَغ فيها جِدَّه، وأجَدَّ يُجِدُّ صار ذا جَدٍّ فيها، أبو زيدٍ: جَدَّ / وأجَدَّ واحدٌ.
          قوله في التَّفسيرِ: «{فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} [محمد:21] : أَجَدَّ الأمر» [خ¦65-7092]، كذا ذكرَه البُخاريُّ، وقال الزَّجَّاجُ: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ}: جدَّ، والجِدُّ المبالغةُ في الشَّيء.
          ومنه: «فأطال... جدَّاً» [خ¦922]؛ أي: بالَغ في الطُّولِ، والجِدُّ نقيضُ الهزلِ؛ أي: الحقُّ.
          ومنه: «إنَّ عذابَك الجِدَّ»؛ أي: الحقَّ، وجَدَّ نخلَه يَجُدُّه جَدَّاً قطَع ثمرتَه، وهو الجِدادُ والجَدادُ.
          و«جادَّ عشرين وَسْقاً»؛ أي: ما يُجَدُّ منه هذا القدرُ، والجادُّ هنا بمعنى المَجدودِ، وقوله: «وجَدَدتِيه» منه.
          وفي حديث جابرٍ: «فلمَّا حضَر جدادُ(2) النَّخلِ» [خ¦2781]، كذا عند القابسيِّ، ولغَيرِه: «جزازُها»، وهما بمعنًى، ومثلُه الجزارُ بالرَّاء، والجزازُ والجزالُ باللَّامِ وبزايَين، والقِطاعُ، والصِّرامُ، والجِرامُ.
          وفي رؤيا ابنِ سلَامٍ: «فإذا جَوادُّ مَنْهَجٌ» جمع جادَّةٍ، وهي أوضحُ الطُّرقِ وأمَّهاتها التي يُسلَك عليها، كما قال: منهجٌ، قال الخليلُ: وقد تُخفَّف الدَّال.
          قوله في حديث أُحُدٍ: «ليرينَّ الله ما أَجِدُّ» [خ¦4048] للأصيليِّ.
          وللقابسيِّ: «أَجُدُّ» ثلاثيَّاً على ما تقدَّم من قول الحربيِّ وأبي زيدٍ.
          322- قوله: «حتَّى يبلغ الجَدْر» [خ¦2708] بفتح الجيم وسكون الدَّال؛ أي: الجدارَ، قيل: المرادُ هاهنا أصلُ الحائطِ، وقيل: أصولُ الشَّجرِ، وقيل: جدرُ المَشاربُ التي يجتمع فيها الماءُ في أصولِ الثِّمارِ.
          وقوله: «بينه وبين الجِدار» [خ¦506] يعني: الحائِطَ، ويُروَى: «الجَدْر»، وهما سواءٌ.
          قوله في الحِجْر: «وكان جَدْرُه» [خ¦3830]؛ أي: حائطُه، ومنه: «وأُدْخِلَ الجَدْر في البيتِ» [خ¦1584]؛ أي: بقيَّةُ الأُس.
          قوله: «وذلك أجْدَر» [خ¦1895]؛ أي: أولى وأحقُّ، وهو جديرٌ بكذا؛ أي: حقيقٌ به.
          وقول مُسلمٍ في مُقدِّمتِه: «أَجْدَى على الأَنامِ»؛ أي: أنفَع، وقد تقدَّم.
          323- قوله: «ولقد أُوتيتُ جَدَلاً» [خ¦4418]؛ أي: حُجَّةً ومُدافعةً في الخِصامِ، وبلاغةً في ذلك.
          وقوله في سورة تبارَك: «تُجادِلُ عَنْ صَاحبِها»؛ أي: تدافع وتخاصم مَلكَي القبرِ، وجاء في معنى هذا أثرٌ(3)، ويحتمل أنَّ المُجادلةَ هاهنا بمعنى الشَّفاعةِ فيه والشَّهادةِ له.
          324- وقوله في «الموطَّأ» في الأنفِ: «أُوعيَ جَدْعاً»؛ أي: استُؤصِل قطعاً، والجَدعُ: القَطعُ، ومنه: «وإن كان عبداً مُجَدَّع الأطرافِ» / ؛ أي: مُقطَّعَها، و«هل تُحِسُّ...من جَدعاء» [خ¦1358]؛ أي: مَقطوعةِ الأُذنِ، ومنه قوله: «و هي الجَدعاءُ» [خ¦4093] يعني ناقةَ النَّبيِّ صلعم، وقوله: «وجِيء بأبي يومَ أُحدٍ مُجدَّعاً»؛ أي: مقطوعَ الأنفِ والأذنين، قال الخليل: الجَدعُ قَطعُ الأنفِ والأذنَين.
          325- وقوله في مُقدَّمةِ مُسلمٍ: «أَجْدَى على الأنامِ» (4)؛ أي: أعوَد عليهم وأنفعُ لهم، وهو من الجَدوى، وهي العطِيَّة.


[1] ضبطت في الأصول بضبطين، المثبت و: جَدْبـة.
[2] بفتح الجيم وكسرها.
[3] لعلَّ مراده ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك وغيرهم عن ابن مسعود: ابن مسعودٍ، قال: (يُؤتى الرَّجلُ في قبره فتؤتى رجلاه فتقول رجلاه: ليس لكم على ما قبلي سبيلٌ إنَّه كان يقرأ سورة الملك، ثمَّ يُؤتى من قبل صدره أو قال: بطنه فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيلٌ، إنَّه كان يقرأ سورة الملك، ثمَّ يؤتى من قبل رأسه فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيلٌ، إنَّه كان يقرأ سورة الملك، فهي المانعة تمنع من عذاب القبر وهي في التَّوراة سورة الملك، من قرأها في ليلةٍ فقد أكثر وأطيب ). انتهى.
[4] سبَق قبل أسطر.