مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الجيم مع الباء

          [الجيم مع الباء]
          304- قوله في حديثِ حمزةَ: «فاجتُبَّ أَسنِمَتُهما» [خ¦3091]، و«جَبَّ» [خ¦2375]، و«قد جُبَّت(1)» [خ¦4003]، و«اّْجتُبَّتْ» كلُّ ذلك بمعنَى القَطعِ والاستِئصالِ، وللمَروزيِّ: «فأُجِبَّت» وهو لحنٌ، وله في مَوضِعٍ آخرَ: «فأَجَبَّ» [خ¦3091]، وصَوابُه: «فجبَّ» و«اّْجتبَّ».
          قوله: «جُبَّة دِيباجٍ» [خ¦948] الجُبَّةُ ما قُطِع من الثِّيابِ مُشمَّراً.
          قوله: «في جُبِّ طَلْعَةٍ ذكَرٍ»، ويُروَى: «في جُفِّ» [خ¦3268] وهي رِوايةُ الجُرجانيِّ والعُذريِّ، والباءُ للمَروَزِيِّ والسَّمرقَنديِّ، وهو كُمُّ الطَّلعِ وغِشاؤُه الذي يَنفتِق عنه.
          قوله: «إنَّه لَمجْبُوبٌ»؛ أي: مُستَأصلُ قَطعِ الذَّكرِ، كما فُسِّر في الحديثِ.
          305- قوله ◙: «المَعدِنُ جُبارٌ» [خ¦2355] الجُبارُ الهدَرُ الذي لا طلَبَ فيه ولا قَوَدَ ولا دِيةَ، وأصلُه أنَّ العربَ تُسمِّي السَّيلَ جُباراً لهذا المعنَى.
          306- قولها: «فاجْتَبذْتُها» [خ¦314] يعني الحائضَ حينَ سألَت / عن الغُسلِ فأخبَرها النَّبيُّ صلعم فلَم تَفهَم، قوله: «فجَبَذَه برِدائه جَبْذةً شدِيدةً» [خ¦5809]، و«فجَاذَبَه حتَّى شقَّ البُرْدَ» كلُّ ذلك مقلوب جذَب، وقيل: هما لغتان.
          قوله: «وجِبْرِيائِي»؛ أي: وعظَمتِي وسُلطانِي وقَهرِي.
          وقوله صلعم: «حتَّى يضعَ الجَبَّارُ فيها قَدمَه» [خ¦6661]؛ أي: أحدُ الجبابرةِ الذين خلَقهُم الله تعالى لها وكانت تنتَظِرُه، وقيل: «الجبَّارُ» هنا هو الله سبحانَه، و«قدَمه» قومٌ قدَّمَهم لها، أو تَقدَّم في سابقِ حُكمِه أنَّه سيَخلُقُهم لها، كما جاء في «كتابِ التَّوحيد» مِن البُخاريِّ: «وأنَّ الله تبارَك وتعالى يُنشِئُ للنَّار مَن يشاءُ فيُلقَون فيها» [خ¦7449]، قال: «وأمَّا الجنَّة فيُنشِئُ لها خلقاً» [خ¦4850]، وقيل معناه: يقهَرُها بقُدرتِه حتَّى تسكُنَ، يقال: وطِئنَا بني فلان؛ أي: قهَرناهم ذلَّاً، و«الجبَّارُ» مِن أسمائِه تعالى بمعنَى المُصلِح، مِن جَبَرتُ العظمَ، أو مِن جَبَر عبادَه؛ أي: رزَقَهم وجَبَر فقْرَهم، وقيل: بمعنَى قهَرَهم، والفِعلُ منه أجبَر،ولم يأتِ فعَّالٌ مِن أفعَل إلَّا هذا ودرَّاك، ويقال: جبَّار بيِّنُ الجَبَرُوةِ، والجَبَرِيَّةِ، والجِبِرِيَّةِ، والجَبَروتا، والجَبَروتِ، والجَبُّورَةِ، قال ابن دريد: والجبْرُ المَلِكُ.
          وعند أبي ذرٍّ: «حتَّى يضَعَ رِجلَه» وكذا في كتابِ مُسلمٍ [خ¦4850] في حديثِ عبدِ الرَّزَّاق، فإن كان الجبَّارُ أحدَ الجبابرةِ فلا إشكالَ، وإلَّا كان بمعنَى جماعتِه التي خلقَها لها، و«الرِّجلُ» جماعةُ الجرادِ، ولا يَبعُدُ أن يُستَعمَل في غيرِه.
          قولها: «فيهم...المَجْبُورُ» والأشهرُ في هذا المُجبَرُ، مِن أجبَرتُه بمعنى قهَرتُه وقصرتُه، وقد يقال فيه: جبَرَه.
          307- و«الجُبُنُ» المأكولُ، يقال بضمِّ الباءِ وشدِّ النُّونِ، وبسكُونِ الباءِ وتخفِيفِ النُّونِ، وهو أفصَحُ، وقيل: الأوَّلُ أفصَحُ، وأنشَد:
.............                     كأنَّه جُبنَّةٌ في معصَر
          وقيل: إنَّ هذا ضرورةٌ.
          308- قولُ اليهودِ في حديثِ المرجُومةِ منهم: «وأحدَثْنا التَّجْبِيهَ» [خ¦6819] جاء تفسيرُه في الحديثِ: «أنَّهما يُجلَدانِ، ويُحمَّمُ وُجوههُما، ويُحمَلانِ على دابَّةٍ، ويُخالَف بين وُجوهِهما» [خ¦7543]، قال الحربيُّ: وقد يكون معناه التَّعيِيرُ والتَّوبِيخُ، يقال: جبَهتُه إذا قابَلتَه بما يكرَه.
          309- وقوله في وطءِ النِّساءِ: «إنْ شاء مُجَبِّيَةً»؛ أي: بارِكةً أو كالرَّاكِعةِ.
          قوله: / «لا يُجْبَى لهم قَفيزٌ ولا دِرْهمٌ» جَبَيتُ الخَراجَ وجبَوتُه جمعتُه.


[1] في نسختنا: (قد أُجبَّت).