مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الجيم مع الياء

          الجيم مع الياء
          406- قوله في الكَنز: «إلَّا جاء يومَ القيامةِ شُجاعاً أقرَعَ» [خ¦4659] قيل: «جاء» هاهنا بمعنَى صار وتحوَّل، ويحتمِل أن يكون جاء إلى صاحبِه وقصَدَه.
          407- وقوله: «مُجْتابي النِّمارِ» مُفتَعلِينَ، من لفظِ الجَيبِ للثَّوبِ، والاجتِيابُ تَقْوِيرُ مَوضِع دخولِ رأسِ اللَّابسِ من الثَّوبِ، ويُسمَّى ذلك المَوضعُ المُقَوَّر جيباً، فجاء هؤلاء القومُ وقد فتَحوا في نِمارهم جُيُوباً أدخَلوا منها رؤوسَهم فلبِسوها، يصِف سُوءَ حالهم وشِدَّة فَقرِهم، وقد فسَّره الخطَّابيُّ بأنَّهم قطَعوا النِّمار قِطعاً وشقُّوها أُزراً لحاجتِهم، يقال: جُبتُ الثَّوبَ واجتَبتُه قطَعتُه، فهو من ذَواتِ الواو، قال ثابتٌ: الاجتِيابُ للثَّوبِ أن يُقطَع وسطُه ثمَّ يُلبَس ولا يجيَّب، فإذا جُيِّب فهو بَقِيرةٌ، وقيل: هو من ذَواتِ الياء، وإنَّ أَلِفَه مُنْقَلِبَةٌ عن ياءٍ، استُثقِلَت حركتُها فحُذِفت، فسَكنَت وانفَتحَ ما قبلَها فانقلَبت ألفاً.
          408- وقوله: «يجيشُ» [خ¦2731]؛ أي: يفُور، و«جاشَت الرَّكِيَّة» كذلك، والقِدْرُ: غَلَتْ / وفارَت، وكذلك البَحرُ، والهمُّ، والنَّفسُ، والغُصَّةُ، والمعِدةُ للقَيء، وقيل: جاشَ ارتفَع، وكان الأصمعيُّ يفرِّق بين جاشَت وجشَأتْ، فيقول: جاشَت فارَت، وجشَأتْ ارتفعَت.
          وفي «كتابِ الأذان»: «محمدٌ والجَيشُ» كذا لعامَّةِ رواة البُخاريِّ.
          وعند أبي الهيثمِ: «والخميسُ» [خ¦371]، والمعنَى واحدٌ، والأوَّلُ أكثرُ.