مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الجيم مع الفاء

          الجيم مع الفاء
          379- قوله: «حتَّى كاد يَنْجَفِلُ»؛ أي: يسقُط، وقوله: «جُفَالُ الشَّعَرِ»؛ أي: كثيرُه.
          380- وقوله: «يا جَفْنةَ الرَّكبِ»؛ أي: يا هؤلاء الرَّكبُ أحضِروا جفنتَكم، وهي أعظَمُ قِصاع الأطعمةِ، ومثلُها جَفنُ السَّيف، وجَفنُ العين، كلُّ ذلك بفتحِ الجيمِ، وقال قومٌ: جِفنُ السَّيف بكسرِ الجيم للفرقِ بينَه وبين جَفنِ العين، قال ابنُ دُريدٍ: ولا أدري ما صِحَّته؟ و«الرَّكبُ» جمعُ راكبٍ.
          وفي الحديثِ: «وأنت الجَفْنَةُ / الغَرَّاء»؛ أي: الكريمُ المِطعامُ، والعربُ تسمِّي الكريمَ جفنةً؛ لإطعامِه فيها ووَضعِه لها، و«الغرَّاء»: البَيضاءُ من لُبَاب البُرِّ والشَّحمِ، ومنه الثَّريدُ الأعفَر.
          381- وقوله: «فَرَس مُجفَّف»؛ أي: عليه تِجْفافٌ بكسرِ التَّاء، وهو ثوبٌ كالجُلِّ يُلْبَسه الفرسُ، قال الحربيُّ: هو سِلاحٌ يُلبَسه الفرسُ يقِيه من السِّلاحِ.
          382- قوله: «يُجافِي عضُدَيه»؛ أي: يُباعِدهما، وكذلك: «يُجافي جَنْبَه من فِراشِه» [خ¦1155]، وأصلُه من الجفاءِ، وهو التَّباعُد، وقيل: الارتفاع، ومعناه تركُ الصِّلةِ، ومنه: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ}[السجدة:16].
          وفي حديثٍ: «إنَّك لَجِلْفٌ جَافٍ» قيل: هما بمعنًى واحدٍ، وهو التَّباعُد عن الصِّلةِ وفعلِ الجميلِ ورقَّةِ الطَّبعِ، وكرَّر اللَّفظَ للتَّأكيدِ، وقد تقدَّم.
          قوله: «فيما جَفَّتِ الأقلامُ»؛ أي: نَفذَت به المقاديرُ وكُتِب في اللَّوحِ، كنَّى به عن الفراغِ من الكائناتِ وإمضاءِها تمثيلاً بما عهِدناه ممَّا كتَبناه وفرَغنا منه، بقِي القلمُ جافَّاً لا مِدادَ فيه، وكتابةُ الله سبحانَه ولوحُه وقلمُه ومِدادُه من غيبِ علمِه، نؤمِن به ولا نُكَيِّفه.
          383- في الحديثِ ذِكرُ «الجَفْرةِ» [خ¦5189]، وهي من ولدِ الغنَم ما مضَى له أربعةُ أشهُر وقَوِيَ على الرَّعي، والذَّكرُ جَفْرٌ، ويقال ذلك في الغلامِ: إذا قوِي، وقيل: «الجَفْر» الجَذَع من ولدِ الضَّأنِ، وفي حديثِ جابرٍ الطَّويلِ: «فخرَج ابنٌ له جَفْرٌ»، قيل: ما تقدَّم، وقيل: هو الذي قارَب البُلوغَ.