انتقاض الاعتراض

باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس

          ░24▒ قال (ع): في الكلام(1) على: (باب الفتيا بإشارة اليد والرأس)
          قال الكِرْمَاني في «شرحه»: قوله: «ويكثر الهرج، فقال بيده: فحرَفها كأنَّهُ يريد القتل» مَا نصُّه: الهرج هو الفتنة، فأراد بالقتل مِن لفظه(2) على طريق التجوُّز، هو لازم بمعنى الهرج بمعنى القتل.
          قلت: وهي غفلة عمَّا في كتاب الفتن مِن البُخاري، والهرج: القتل بلسان الحبشة.
          قال (ع): كون الهرج بمعنى القتل بلسان الحبشة لا يستلزم أن يكون في لغة العرب، انتهى.
          ووجه الدِّلالة على الكِرْمَاني أنَّه أطلق قوله لغةً، فلمَّا ثبتَ في لسان الحبشة واستعملها أفصح العرب، عُلم أنَّ مراده معناها بلسان الحبشة(3) لا أنَّه تجوَّز بها عن معناها بلسان العرب، جاز أن يكون ممَّا توافقت فيه اللُّغتان، وقد جزم صاحب «المطالع» بأنَّها عربيَّة صحيحة.


[1] في (س) : «القول».
[2] في (س) : «لفظة».
[3] قوله: ((واستعملها أفصح العرب، علم أن مراده معناها بلسان الحبشة)) زيادة من (د) و(س).