انتقاض الاعتراض

باب ما ذكر في ذهاب موسى في البحر إلى الخضر

          ░16▒ قال (ح): في الكلام على (باب ما ذكر في باب(1) ذهاب موسى في البحر إلى الخضِر)(2) ظاهر التَّفريق(3) أنَّ موسى ركب البحر لما توجَّه في طلب الخضر، وفيه نظر؛ لأنَّ الَّذي(4) ثبت عند / المصنِّف وغيره أنَّه خرج في البرِّ، فلمَّا(5) ركب البَحر في السَّفينة هو والخضر بعد أن التقيا فيحمل(6) قوله: «إلى الخضِر» على أنَّ فيه حذفًا تقديره إلى مقصد الخبر؛ لأنَّ موسى لم يركب البحر لحاجته، وإنَّما ركبه تبعًا للخضِر، ويمكن أنْ يُقال: مقصود الذَّهاب إنَّما حصل بتمام القصَّة، فأطلق على جميعها ذهابًا مجازًا(7) إلى آخر الكلام.
          قال (ع): هذا التركيب يفيد أنَّ موسى ركب البَحر لمَّا تبعه في طلب الخضر مع أنَّ الذي ثبت(8) عند البخاري وغيره أنَّه لما خرج إلى البرِّ وإنَّما ركب البحر في السَّفينة هو والخضِر بعد أن التقيا، ويمكن أن يُوجَّه بتوجيهين:
          أحدهما: أنَّ المقصود مِن الذَّهاب إنَّما حصل بتمام القصَّة، فأطلق على جميعها ذهابًا مجازًا، واستمرَّ يسوق كلام(9) (ح) بتقديمٍ وتأخيرٍ إلى أنْ قال: وقال بعضهم: إلا أنَّ فيه حذفًا، أي(10) إلى قصد الخبر؛ لأنَّ موسى لم يركب البحر لحاجة نفسه، وإنَّما ركبه تبعًا للخضر.
          قلت: هذا لا يقع جوابًا عن الإشكال، وإنَّما هو كلام طائحٍ، انتهى.
          فأخذ كلامه وتصرَّف فيه وحرَّف بعضه وادَّعى أنَّه طائح، والشَّارح إنَّما ذكر الاحتمال مرتبًا على قوله: إنَّما ركب البحر في السَّفينة مع الخضر، وعبادته(11) إلى مقصد الخضر وبه يتمُّ التوجيه، فحذفها(ع) بلفظ قصد الخضر، ثمَّ ادَّعى أنَّه كلام طائح، فلله(12) الأمر. /


[1] قوله: ((باب)) زيادة من (س).
[2] قوله: « الخضر» ليس في (د) و(ظ).
[3] في (س) : «التعريف».
[4] قوله: «الذي » ليس في (س).
[5] في (س) : «وإنما».
[6] في (ظ) : «فيحتمل».
[7] في (س) : «فجاز».
[8] في (س) : «يثبت».
[9] في (س) : «الكلام».
[10] قوله: « أي» ليس في (د) و(س).
[11] في (س) و(ظ): «وعبارته».
[12] قوله: « فالله» ليس في (س).