انتقاض الاعتراض

باب الخروج في طلب العلم

          ░19▒ قوله في: (باب الخروج في طلب العلم)
          حدَّثنا أبو القاسم محمد بن(1) خالد بن خَلِيٍّ.
          قال (ح): بفتح المعجمة وزن علي، ووقع عند الزَّرْكَشي بتشديد اللام، وهو سَبْقُ قلمٍ أو خطأ مِن النَّاسخ.
          قال (ع): ليس الزَّرْكَشي ضبطه هكذا، وإنَّما قال: بخاء معجمة مفتوحة، ولام مكسورة، وياء مشدَّدة، انتهى.
          كذا قال، ومِن أين له الجزم بذلك؟! وهل اعتمد في ذلك إلَّا على ما وجده في النُّسخة التي وقف عليها، فهل يدفع ذلك وقوعه في نسخة أخرى كما قال (ح)، مع أنَّه لم يجزم به عنه؛ بل قال: سهوًا وسبق(2) قلم مِن الناسخ، فهل يعترض بمثل هذا إلَّا مَن لا يبالي بما يقول؟!.
          قال في الكلام على رفع القلم وظهور الجهل.
          وقوله: «وَيَثْبُتَ» _بفتح أوَّله وسكون المثلثة وضم الموحدة_ مِن الثبوت، وفي رواية لمسلم: «ويُبَث»(3) بضم أوَّله وفتح الموحدة بعدها مثلثة، أي: ينشر، وغفل الكِرْمَاني فعزاها للبخاري، وإنما حكاه النَّووي عن «صحيح مسلم».
          قال الكِرْمَاني: وفيه رواية: «ونبت» بالنُّون بدل المثلثة، انتهى. /
          وليست هذه في «الصحيحين».
          قال (ع): لم يقل الكِرْمَاني: وفي روايةٍ للبخاري: ولا يُقال(4) روى البخاري، وإنَّما قال: وفي بعض النُّسخ ثبت مِن الثَّبت وهو اليسر، ولا يلزم مِن هذه العبارة نسبته(5) للبخاري؛ لإمكان أن تكون هذه الرِّواية مِن غير البخاري، وقد كتبت في كتابه، وكذا قول الكِرْمَاني في الرِّواية الأخرى نبت بالنون، ودعوى الشَّارح: أنَّها ليست في «الصحيحين» لا يلزم مِن عدم اطِّلاعه على ذلك نفيه بالكليَّة، وربَّما يبيَّن ذلك عند أحدٍ مِن نقلة «الصحيحين»، فنقله ثمَّ جعل ذلك نسخة، والمدَّعي بالنفي لا يقدر على إحاطة جميع ما فيه، ولا سيما علم الرِّواية فإنَّه علمٌ واسعٌ لا يُدرك ساحله.
          قلت: جميع ما قال المعترض دفع بالصَّدر واعتناده الأوَّل ظاهر السُّقوط، واعتراضه الأخير إنَّما مستند الثاني التَّمسك بالعدم الذي هو الأصل، فمَن ادَّعى بعد ذلك فعليه البيان، وهذا عياضٌ وابنُ قُرْقُول وابن الأثير ومَن جاء بعدهم ممَّن عني بألفاظ أحاديث «الصحيحين» إذا لم ينقلوا هذه اللَّفظة في هذا الحديث مع توفُّر دواعيهم على منع ذلك وبذل الجهد فيه، أمَا فيهم متمسك لمدعي العدم حتَّى يثبت المدَّعى؟!.


[1] قوله: ((محمد بن)) ليس في الأصل.
[2] في (س) : «أو سبق».
[3] في (س) و(د): «وثبت»، وفي (ظ): «فيُبث».وفي الأصل صورتها: «ويثبت».
[4] في (س) : «قال».
[5] في (س) : «نسبة».