انتقاض الاعتراض

باب الحلق والتقصير

          ░127▒ (باب الحلق والتقصير)
          ذكر فيه حديث ابن عمر حلق رسول الله صلعم في حجَّته.
          قال (ح): وهو مختصر مِن حديث طويل ثُمَّ أورد مِن حديثه: «اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ...» الحديث، وقدَّموا الدَّعاء في حجَّة الوداع.
          قال (ع): وقال القاضي عياض: كان ذلك يوم الحديبية حين أمرهم بالحَلق، ويحتمل أنَّهُ كان بين الموضعين وهو أشبه، ثُمَّ أطال القول / ناقلًا مِن كلام (ح) مِن غير أن ينسبه إليه على العادة، قلت: أوهم أنَّ قوله: ويحتمل...إلى آخره مِن كلامه مِن غير(1) أن ينسبه إليه على العادة(2) مع أن(3) يكون مِن بقية كلام عياض، وساقه في مقام الاعتراض مع أنَّ (ح) أمعن في الكلام على هذا الموضع قدر ورقة بحث فيها مع أنَّ(4) ابن عبد البرِّ في جزمه أنَّ ذلك وقع في الحديبية، وانتهى كلامه إلى أنَّ ذلك وقع في الحديبية أيضًا، وأورد في آخر الكلام حديث ابن عباس عند ابن ماجه وغيره: أنَّهُم(5) قالوا يا رسول الله: ما بال المحلِّقين ظاهرين لهم بالتَّرحم. قال: «إنَّهُم لم يشكوا» وهذا ظاهر جدًا أنَّهُ كان في الحديبية وقد اغتفرت له أخذ كلامي ومباحثي وغير ذلك ممَّا تعبت فيه حتى أنَّهُ يصرِّح بنسبته(6) لنفسه بقوله: قلت، إلى أن انتهى به الأمر إلى أن يذكر بعضه ويعترض عليه ببعضه(7) ويوهم: أنَّهُ قال شيئًا ولا حول ولا قوَّة إلَّا بالله العزيز(8) الحكيم.


[1] قوله: «من غير» في (ظ): «مع ».
[2] قوله: «من غير أن ينسبه إليه على العادة» ليس في (س).
[3] قوله: ((مع أن)) زيادة من (س).
[4] قوله: «أن» ليس في (د).
[5] في (س): «بأنهم».
[6] في (س): «بالنسبة»، وفي (ظ): «بنسبه».
[7] قوله: ((ببعضه)) زيادة من (س).
[8] في (د): «العز».