انتقاض الاعتراض

باب من أذن وأقام لكل واحدة منهما

          ░97▒ (باب مَن أذَّن وأقام لكلِّ واحد منهما)
          ذكر فيه جمع ابن مسعود المغرب والعشاء بالمزدلفة بأذان وإقامة لكلِّ واحدة منهما، وكذا أخرج الطَّحَاويُّ عن عمر أنَّهُ فعل ذلك وتأويله(1) باحتمال أن يكون النَّاس تفرَّقوا فأمَر المؤذِّن ليجمعهم.
          قال (ح): ولا يخفى تكلُّفه، وإن تأتى له ذلك في حقِّ عمر لا يتأتى له في حقِّ ابن مسعود؛ لأنَّ عمر كان الإمام الذي يقيم للنَّاس حجَّتهم، وأمَّا / ابن مسعود وكان معه طائفة مِن أصحابه لا يحتاج في جمعهم إلى مِن يؤديهم.
          قال (ع): دعوى التَّكلُّف هو عين التكلف؛ لأنَّ قوله: لم يتأت له في حقِّ ابن مسعود، غير مرضي مِن وجهين: أحدهما: أنَّ الظَّاهر أنَّهُ كان إمامًا؛ لأنَّهُ أمرَ رجلًا فأذَّن وأقام.
          ثانيهما: لم يكن إمامًا لكنَّه ما المانع أن يكون فعله ما فعله اقتداء بعمر(2) ؟ قلت: الأوَّل لا نجدي(3) أنَّا لم ننكره، والثَّاني يساعد ما ادَّعيناه.


[1] في (د) و(ظ): «وتأوله».
[2] في (د): «لعمر».
[3] في (د) و(س): «لا تجدي».