انتقاض الاعتراض

باب من طاف بالبيت إذا قدم

          ░63▒ (باب مَن طاف بالبيت إذا قدم)
          ذكر حديث عروة عن عائشة وعن أمِّه أسماء بنت أبي بكر وعن غيرهما بطوله في الطَّواف بالبيت مع استمرار الإحرام.
          قال: ذكر ابن بطَّال أنَّ معنى قول عروة في أوَّل / حديث الباب: «فلمَّا مسحوا الرُّكن حلُّوا»(1) أي: لمَّا استلموا الحِجر وطافوا به(2) حلُّوا بدليل حديث ابن عمر الَّذي أردفه المصنِّف بالباب.
          قال ابن التين: إنَّ(3) : معنى قوله: «فلمَّا مسحوا الركن»، أي: ركن المروة، وأمَّا ركن البيت فلا يحلُّ المحرم بمسحه حتَّى يسعى بين الصَّفا والمروة.
          قال (ح): لا حاجة لتأويل الرُّكن بركن المروة؛ بل التَّقدير ما قرَّره ابن بطَّال بدليل رواية أبي الأسود محمَّد بن عبد الرَّحمن عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر عن أسماء، قالت: اعتمرت أنا وعائشة والزُّبير وفلان وفلان(4) فلمَّا مسحنا البيت أحللنا.
          قال (ع): بينه(5) ما قدر في قوله: «فلمَّا مسحوا الركن وأتمُّوا طوافهم وسعيهم وحلقوا حلُّوا».
          قلت: زاد لفظة: «وحلقوا»، ولا يخفى أنَّ ابن بطَّال لم يذكرها بناء على أنَّ الحلق ليس بنسك؛ بل استباحة محظور، وأمَّا مَن قال: إنَّ الحلق نسكٌ، فإنَّها مقدمًا في كلامه أيضًا، مع أنَّ النووي ذكرها وساق كلامه(6) عقب ذكره لرواية محمَّد بن عبد الرَّحمن، والله المستعان.


[1] قوله: «حلوا» ليس في (س).
[2] قوله: ((به)) زيادة من (د) و(ظ).
[3] قوله: ((إن)) زيادة من (س).
[4] في (س): «وفلان فلان».
[5] في (س): «نبَّه».
[6] قوله: «كلامه» بياض في (س).