مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الراء مع الهمزة

          الرَّاء مع الهَمزَةِ
          776- قوله: «كأنَّ نَخْلها رؤُوسُ الشَّياطِينِ» قيل: هو نبتٌ معرُوفٌ، وقيل: هو تنبِيهٌ على قُبحِ مَنظرِها / وبشاعَتِه، والعربُ تُشبِّه كلَّ شيءٍ مُستَبشَع مُستَقبَح بالشَّياطينِ، كما قال(1) :
..................                     .........كأنيابِ أغوالِ
          وفي كِتابِ الله العَزيزِ: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ}[الصافات:65].
          وقوله: «رأسُ الكُفرِ من قِبلِ المَشرِقِ» [خ¦3301]؛ أي: مُعظَمه، أو يكون إشارة إلى معنًى(2) مَخصوصٍ؛ كالدَّجَّال أو غيرِه من رُؤساءِ الضَّلالِ، أو إلى إبليسَ؛ لأنَّ الشَّمسَ تطلُع بين قرنَيه على أحدِ التَّأويلاتِ فيه، أو إشارَةً إلى عبدَةِ النِّيران، أو إلى كِسرى؛ لأنَّه رأسهُم، وأعظمُ مُلوكِ أهلِ الكُفرِ.
          777- وقوله: «كَرِيه المَرآةِ» [خ¦7047] [بفَتحِ الميمِ ممدُود]؛ أي: المنظر، و«نظَر في المِرآةِ» [خ¦25/18-2428] بكَسرِ الميمِ في هذا.
          قوله: «أرَأيتَك» [خ¦116] معناه: الاستِخْبار؛ أي: أخبِرْني عن كذا، وهو بفتحِ التَّاءِ في المُذكَّر والمُؤنَّث، والواحدِ والجميعِ، تقول: أرأيتَك، وأرأيتَكما، وأرأيتَكم، ولم تُثنِّ ما قبل عَلامة المُخاطَب ولم تَجمَعه، فإن أرَدْت معنى الرُّؤيَة، ثنَّيت وجمَعْت وأنَّثْت؛ فقلت: أرأيتُكَ قائماً، وأرَأيتُكِ قائمة، وأرَأيتُكُما، وأرَأيتُمُوكم، وأرَأيتُكُنَّ.
          وقوله: «حتَّى يتَبيَّن له رِئْيُهُما» [خ¦1917] بكَسر الرَّاء وهمزةٍ ساكنةٍ قيَّدناه عن مُتقنِي شيُوخِنا؛ أي: منظَرُهما وما يُرَى منهما، ووقَع عند بعضِ شيُوخِنا بفتحِ الرَّاء وكسرِ الهمزةِ، ولا وجهَ له هاهنا، وإنَّما الرَّئِيُّ تابعُ الكاهِنِ منَ الجنِّ.
          قوله: «رأيتُ الجنَّة» [خ¦1052]، كذا لهم، ولابنِ وضَّاحٍ: «أُرِيتُ الجنَّة».
          وقوله: «خطَب فرَأَى أنَّه لم يُسمِع» [خ¦98]؛ أي: ظنَّ.
          وللعُذريِّ والسَّمرقَنديِّ: «فرُئِي» مَقلُوب من أُرَى؛ أي: أُظهِر إليه، وهو راجعٌ إلى معنَى «ظنَّ»، وكلُّ ما جاء من هذا اللَّفظ بمعنَى رُؤية العينِ فهو مَفتُوح الأوَّل، وما كان من الظنِّ والحسبانِ فهو أُرى وأُريت بضمِّ الألف الأوَّلِ، إلَّا أن يأتيَ على ما لم يُسمَّ فاعِلُه فيأتي لهما.
          وقوله: «ليَتَراءَون أهل عِليِّين» [خ¦6555]؛ أي: ينظُرُون إليهم ويتَعاطَون رُؤيَتهم، ومنه: «ترَاءَيْنا الهِلال»؛ أي: تَعاطَينا رُؤيَته وتَكلَّفْناها.
          وقوله: «أَرِنِي إِزَارِي» [خ¦1582]؛ أي: أعطِنِيه، وقد تقدَّم.
          وقوله: «إنَّما كنَّا رَاءَ / ينَا به المُشرِكِين» [خ¦1605] يعني بالرَّملِ، فاعَلْنا من الرُّؤيَةِ؛ أي: أرَيناهُم بذلك أنَّا أشِدَّاء.
          قوله صلعم: «ألم ترَي إلى قَومِكِ»؛ أي: ألم يَنتهِ علمُكِ ولم تَعرِفي، وقد ذكَرنا الرُّؤْيَا والرُّؤيَة والرَّأي، إلَّا أنَّ في رأَى لغةً أُخرَى: «راء» من المَقلُوبِ.
          وقوله: «أرى رُؤياكُم قد توَاطَأَت» [خ¦1158] يعني: الجِنسَ؛ لأنَّها كانت كثيرةً من جماعَةٍ.
          قوله صلعم: «إذا أمَرتُكُم بشَيءٍ من رَأيي فإنَّما أنا بَشَرٌ» يرِيدُ في أمرِ الدُّنيا؛ لأنَّ الحديثَ في إبارِ النَّخلِ.
          وقوله: «أرُوني عَبِيراً»؛ أي: أعطُونيه وائتُوني به.
          وقوله: «إنِّي أرَاكُم من وَراءِ ظَهرِي» [خ¦418] قيل: رُؤيَةُ عينٍ، وقيل: رُؤيَةُ قَلبٍ.
          وقوله: «أَراني اللَّيلة عند الكَعبةِ» [خ¦5902] بفتحِ الهَمزةِ من رُؤيةِ العَينِ.


[1] هو امرئ القيس كما في ديوانه: 137، وتمامه:
~أَيَقتُلُني وَالمَشرَفِيُّ مُضاجِعي                      وَمَسنونَةٌ زُرقٌ كَأَنيابِ أَغوالِ
[2] في «المشارق»: (مُعيّن).