تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: التمس لنا غلاماً من غلمانكم يخدمني

          1901- (يُحْوِي وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ) أصلُ الحَوِيَّةِ للسَّنامِ، وهو كساءٌ يُحَوَّى، أي يُدَارُ حولَ سنامِ البعيرِ ويُلْوَى هُنَالك، ثم يُرْكَبُ عليهِ، وكذلكَ ما لُويَ وطُوِيَ خَلفَ الرَّاكبِ للرُّكوبِ من كساءٍ أو ثوبٍ، فهو حَوِيَّةٌ أيضاً، من حَوِيْتَ الشيءَ إذا جمعتَهُ، والتَّحَوِّي التَّلَوِي.
          (وَالاصْطِفَاءُ) الاختيارُ، اصطفَاهَا: اختارَها.
          (صَرْفاً وَلَا عَدْلاً) الصَّرْفُ التَّوبةُ، والعدْلُ الفِدْيَةُ، وقيل: الصَّرفُ النَّافلةُ، والعدْلُ الفريضةُ.
          (الخَلاء) مقصورٌ / الحشيشُ الرَّطْبُ، واحدتُهُ خلاةٌ، وخليتُ الخلاءَ واختليتُهُ إذا جززتَهُ.
          (السَّاحَةُ وَالبَاحَةُ) عرَصُ الدَّارِ ونَاحِيَتُهَا، والجمعُ سُوَحٌ وبُوْحٌ، وعرَصَةُ الدارِ وسَطُهَا، وأصلُ التَّعْرِيْصِ الاضطرابُ والحركةُ، وبذلكَ سُمِّيَ السحابُ الذي يرعَدُ ويبرُقُ عَرَاصاً؛ لأنَّ الريحَ تجيءُ به فسُمِّيَ لاضطرابهِ عَرَاصاً، وقيلَ: سُمِّيَتْ عَرْصةُ الدارِ عَرْصَةً؛ لاضطرابِ أهلِها فيها على ذلكَ الأصلِ.
          (المِكْتَلُ) الزَّبِيْلُ، وسُمِّيَ مِكْتَلاً لاجتماعِ التُّرابِ أو غيرِهِ فيهِ، ومن ذلك الكُتلةُ من الشيءِ لاجتماعِها.
          (الخَمِيْسُ) الجيشُ، قيل: وإنما سُمِّيَ خَميساً؛ لأنه مقسومٌ على خمسةٍ: المقدمَةُ والساقَةُ والمَيْمَنَةُ والميسرَةُ والقَلْبُ، وقيلَ: وإنَّما سُمِّيَ الخميسُ خميساً؛ لأنه يُخمسُ الغنائمَ.
          (الرِّجْسُ) اسمٌ لكلِّ ما استُقْذِرَ من عملٍ، وقيلَ: الرَّجَسُ المأثَمُ، يُقالُ: رجَسَ الرَّجلُ يَرْجَسُ ورَجِسَ يَرْجُسُ إذا عملَ عملاً قبيحاً، وقيلَ في قوله تعالى: {لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} [الأحزاب:33] أي الشكُّ، وفي قولهِ تعالى: {فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ}(1) [التوبة:125] أي كفراً إلى كفرِهم، ويكون الرِّجْسُ العملُ الذي يؤدي إلى العذابِ، قال تعالى: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُوْنَ} [يونس:100] يعني اللعنةُ في الدُّنيا والعذابِ في الآخرةِ، وفي لحومِ الحُمُرِ فإنها رجسٌ أي حرامٌ.
          (فَأُكْفِيَتِ القُدُوْرُ) أي قُلِبَتْ وكُبَّتْ.
          (إِنَّهَا لَتَفُوْرُ) أي تَغلي.
          (فُحِصَتْ الأَرْضُ) بُسِطَتْ وذُلِّلَتْ وسُوِّيَتْ للقعودِ عليها، وأَفَاحِيْصُ القَطَا من ذلكَ وهي مواضِعها من الأرضِ؛ لأنها تفحصهُ وتُسَوِّيْهِ وتوسعُهُ، والفحصُ المتَّسَعُ من الأرضِ.
          (نَدَرَ الشَّيءُ) سَقَطَ، وكلُّ شيءٍ خارجٌ عن أصلهِ فهو نادرٌ.
          (أُسْكُفَّةُ البَابِ) عَتَبَتُهُ.
          (الإيَابُ) الرُّجُوْعُ.


[1] في نسخة الأصل: فزادهم، وهو خطأ.