تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في

          1898- وفي بعضِ الرِّواياتِ: (تَرْكَبُوْنَ ثَبَجَ هَذَا البَحْرِ الأَخْضَرِ)، الثَّبَجُ: الوَسَطُ، ويُقالُ لما بين الكتفينِ من الإنسانِ: ثبجٌ، وقيل: بحرٌ أخضَرُ، وكتيبةٌ خضراءُ؛ لِسَوادِهِمَا ولِسوادِ الحديدِ في أحدِهما، وخُضرَة الحديدِ سوادُهُ.
          (رَكِبَتْ دَابَّتَهَا فَوَقَصَتْ بِهَا) أي دقَّتْ عُنُقَهَا، ووُقصَتْ عُنُقُهُ فهي مَوْقَوْصَةٌ، كذا في هذه الروايةِ بالواو، وكذا فُسِّرَ؛ ولعلهُ على المآلِ، ومنهم من رواهُ فَرَقَصَتْ بالراءِ، يُقالُ: أرقصتُ البعيرَ حملتُهُ على الخَبَبِ، ورقصتِ الناقةُ خبَّتْ وزادَتْ في المشي، وإنما وقعَ الخلافُ في ذلك لقولِهِ: (فَوَقَصَتْ بِهَا فَسَقْطَتْ عَنْهَا فَمَاتَتْ) فظاهرهُ أنَّ الوقصَ قبل السُّقُوْطِ، وإنما الوقصُ / في السقوطِ لا قبلهُ، إلا أنَّ الهرويَّ قال في الحديثِ الذي فيهِ: (رَكِبَ فَرَساً فَجَعَلَ يَتَوَقَّصُّ بِهِ) أي يَنْزُو، جَعَلَ النَّزْوَ تَوَقُّصاً لا دقّاً للعُنُقِ، فعلى هذا يحتملُ ما في تلك الروايةِ، والله أعلم. وأما حديثُ المُحرمُ (فَوَقَصَتْ بِهِ نَاقَتُهُ) فالوقصُ فيه دقُّ العنقِ، قالهُ أبو عُبَيْدٍ.
          (قَفَلَتْ) رَجَعَتْ، والقُفُوْلُ الرُّجوعُ من السفرِ، والقافلةُ الرَّاجِعَةُ من السفرِ.