تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله

          1348- (وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ) أي نَقَصَ، وقالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: وفيهِ قولٌ آخرٌ، وهو: أنَّ الوَتِرَ أصلُهُ الجِنايَةُ التي تُجْنى على الرَّجلِ من قَتْلِ حَمِيْمِهِ / أو أخْذِ مالهِ، فشبَّهَ ما يلحَقُ هذا الذي تَفُوْتُهُ صلاةُ العصرِ بما يَلحقُ المَوتورَ من قتْلِ حميمِهِ أو أخْذِ مالِهِ من الغمِّ والفَجيعَةِ.
          وفي إعرابِ الأهلِ والمالِ وجهانِ: فمَن روى وُتِرَ أهلُهُ ومالُهُ بالرَّفعِ أي نقَصَا، جَعَلَهُمَا مرفوعينِ يُوْترُ على ما لم يسمُّ فاعلهُ، ومن رواهُما بالنَّصبِ جعلَ الضميرَ في وُتِرَ مرفوعاً بالفعلِ على ما لم يسمَّ فاعلُهُ وجعلَ الأهلَ والمالَ منصوبَينِ على التَّعديِّةِ، والتقديرُ: وُتِرَ في أهلهِ ومالِهِ، فلما أُسقِطَ الحرفُ الخافضُ تعدَّى الفعلُ فنُصِبَ، وقوله: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد:35] أي لن يَنْقُصْكُمْ من ثَوَابِ أعمالِكُمْ شَيئاً.