تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: بيداؤكم هذه التي تكذبون على رسول الله

          1288- (التَّلبِيَةُ) الإجابةُ، والتَّثْنِيَةُ في لبَّيكَ بمعنى إجابةً بعد إجابةٍ، وقيل: تأويلُهُ أنا مُقِيْمٌ على طاعَتِكَ، وقيلَ: معناهُ أنا مُوَاجِهُكَ بما تحبُّ، من قولهم: دَارِي تَلُبُّ دارَكَ؛ أي تواجهُهَا.
          ومعنى (سَعْدَيْكَ) أي ساعَدَتُ طاعتَكَ مساعَدَةً بعدَ مُساعدةٍ.
          (وَالرُّغْبَى وَالرَّغْبَاءُ) إذا فَتَحْتَ الراءَ عند ابن السِّكِّيتِ مُدَّتْ هذهِ الكلمةُ، وإذا رُفِعَتْ الرَّاءُ قُصِرَتْ، وعند غيره / الرَّغبى بالفتح مقصورٌ كالشَّكْوى.
          (النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ) منسوبةٌ إلى السِّبْتِ، والسِّبْتُ جلودُ البقرِ المَدْبُوْغَةُ بالقَرظِ، تُتَّخَذُ منها النِّعالُ، وحديثُ ابن عمرَ يدلُّ على أن السِّبتَ ما لا شَعَرَ فيه من الجُلودِ؛ لأنه لما قيلَ له تلبَس النِّعالُ السِّبتيةُ! قال: «رأيتُ النَّبيَّ صلعم يلبَسُ النِّعالَ التي ليسَ فيها شَعَرٌ، فأنا أُحِبُّ أن أَلْبِسَهَا»، فكأنها سُمِّيتْ سِبْتِيَّةً؛ لأن شَعَرَها قد سُبِتَ عنها، أي حُلِقَ وأُزِيْلَ، يُقالُ سَبَتَ رأسَهُ يُسَبِّتُهُ إذا حَلَقَهُ، ويُقالُ: سُمِّيتْ سَبْتِيَّةً؛ لأنها أُسبِتتْ بالدِّباغِ أي لانَتْ، يُقالُ: رُطَبَةٌ مُسْبَتَةٌ؛ أي ليِّنةٌ.