تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: أريت كأني أنزع بدلو بكرة على قليب

          1283- (أُنْزِعُ بِدَلوٍ بَكْرَةٍ) أي أستقي بالدَّلوِ باليدِ على البَكْرةِ.
          (القَلِيْبُ) البئرُ قبل أن تُطْوَى، فإذا طُوِيَ القليْبُ فهو طَوِيٌّ، والقليبُ تُذَكَّرُ، والبئرُ مُؤنَّثَةٌ.
          (فَجَاءَ أبو بَكْرٍ فَنَزَعَ) أي استقى. /
          (الذَّنُوْبُ) الدَّلوُ العَظيمةُ.
          (فَاسْتَحَالَتْ غَرْباً) أي تحوَّلَتْ ورجعَتْ إلى الكِبَرِ، والغرْبُ: الدَّلوُ العظيمةُ، قالَ أبو بكرٍ الأَنْبَارِيُّ: هذا مَثَلٌ، أي إن عمرَ لما أخذَ الدَّلوَ عَظُمَتْ في يدِهِ؛ لأن الفُتُوْحَ كانت على عهدِ عمرَ أكثرَ مما كانت في أيامِ أبي بكرٍ، ومعنى اسْتَحَالَتْ: انْقَلَبَتْ من الصِّغَرِ إلى الكِبَرِ، والغَرْبُ: بإسكانِ الراء الدَّلوُ العظيمةُ كما قُلنا، فإذا فُتِحَتْ الرَّاءُ فهو الماءُ السَّائلُ بين البئرِ والحوضِ.
          (وَالعَبْقَرِيُّ) سيِّدُ القومِ وكَبيرهُمْ وقيُّومُهُمْ، قالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: إنَّ عَبْقَرَ قَرْيَةٌ يَسْكُنُهَا الجِّنُّ، وكلُّ فائقٍ جَليلٍ يُنسبُ إليها، ومن ذلك العَبْقَرِيُّ في القرآنِ، قيلَ: هو الدِّيباجُ، وقال الفرَّاءُ: هي الطَّنَافِسُ الحِسَانُ، وقالُ أبو عُبَيْدَةَ: البُسْطُ كلُّها يُقال لها عبقريٌّ، وهذا على وجهِ الاستحسانِ والمدحُ بالحُسْنِ.
          (يَفْرِي فَرِيَّهُ) أي يعملُ عملَهُ، ويَفْرِي: يَقْطَعُ، وفَرْيُّهُ: قَطعُهُ، والعربُ تقولُ: تَرَكْتُهُ يَفري الفَرِيَّ؛ إذا عملَ العملَ فأجادَهُ وعجَّلَهُ؛ تعظيماً لإحسانهِ.
          (الصَّعِيْدُ) المنفسِحُ في الأرضِ المُسْتَوِي هَهُنَا، والصَّعيدُ التُّرابُ، والصَّعيدُ وجهُ الأرضِ.