تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم

          1260- (لَا أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلاً ولا مَالاً) أي لا أَسْقِي ولا أشتَغِلُ إلا بهما، والغَبُوْقُ شُرْبُ العَشِيِّ، والمالُ هَهُنَا الماشيةُ، ويُقالُ: غبَقْتُ أَهلي غُبُوْقاً: إذا سقَيْتَهم في ذلك الوَقتِ، والشَّرابُ المستعَدُّ به في ذلك الوقتِ يُسَمَّى غَبُوْقاً، فَشَرِبَا غَبُوْقَهُمَا أي ما أعددتُ لهما.
          (بَرَقَ الفَجْرُ) أضاءَ وتَلألأَ بفتحِ الراءِ، وبَرِقَ_بكسرِ الراء_ تحيَّرَ ودَهِشَ.
          (يَتَضَاغَوْنَ) أي يصرُخونَ ويبكُوْنَ، والضَّغْوُ والضُّغَاءُ: صوتُ الذَّليلِ المَقهُورِ.
          (أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ) أي نزَلَتْ بها شِدَّةٌ، والمُلِمَّةُ: النَّازِلةُ من نوازلِ الدَّهرِ.
          (الفَضُّ) تفريقُ الشَّيءِ المجتمِعِ، وانفضَّ القومُ تفرَّقوا. والخاتَمُ: كنايةٌ عن الفرْجِ. إلا بحَقِّه: أي ما يحِلُّ ويَحْسُنُ ذكرَهُ.
          (فَتَحَرَّجْتُ) أي تأثَّمْتُ ورأيتُ أن الحرَجَ والإثمَ في اقتحامِ ما لا يحِلُّ ولا يحسُنُ.
          (سَاقَ الشَّيءَ يَسُوْقُهُ سَوْقاً، واسْتَاقَهُ يَسْتَاقُهُ اسْتِيَاقاً) إذا حملَهُ وحازَهُ وذهَبَ به، وسُقْتُ إليهم الصَّداقَ؛ إذا حمَلْتَه إليهم.
          (فَانْفَرَجْتِ الصَّخْرَةُ) أي انشقَّتْ وانفسَحَتْ واتَّسعَتْ، والفُرْجَةُ في الخليطِ_بالضمِّ_ كالشَّقِّ والطَّاقةِ، والفَرْجَةُ_بفتح الفاء_ انفراجُ الهمِّ وزوالُ الفزَعِ.
          (الفَرَقُ) مِكيالٌ من المكاييلِ، تُفتَحُ راؤه وتسكَّنُ، كذا في «المجملِ»، وقالَ القُتَبِيُّ: بفتح الراء، قالَ: وهو ستةُ عشرَ رَطْلاً، وأنشَدَ: فَرَقَ السَّمْنِ وشاةَ في الغَنَمِ، وقالَ أحمدُ بنُ يَحيى: فَرَقٌ بفَتْحِ الرَّاءِ ولا تَقُلْ فَرْقٌ، قالَ: والفَرَقُ اثنا عشرَ مُدّاً.
          (فَانْسَاحَتْ عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ) أي انفسَحَتْ، قال تعالى: {فَسِيْحُوْا فِي الْأَرْضِ} [التوبة:2] أي انفسِحوا آمنينَ.
          (النَّفْرُ مِنْ مِنَى) الانصرافُ بعد انقضاءِ أيَّامِ الرَّمْيِّ.