تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: ألا إن الفتنة هنا يشير إلى المشرق

          1269- (قَرْنُ الشَّيْطَانِ) أُمَّتُهُ، وهذه اللَّفظةُ تكون لمعانٍ شَتَّى، والقَرْنُ الأُمَّةُ، والقَرْنُ للشاةِ وغيرُها، وقُرُوْنِ الشَّعرِ الذَّوَائِبُ، واحدُها قَرْنٌ، والقِرْنُ: المِثلُ، يُقالُ: هذا قِرْنُكَ أي مثلكَ في السِّنِّ، والقَرْنُ: العَفَلَةُ وهي لحمةٌ معترِضةٌ في الفرْجِ، والقَرْنُ جُبَيْلٌ صغيرٌ منفرِدٌ، والقَرْنُ الدُّفعةُ من العَرَقِ، كله بإسكانِ الراءِ.
          (وَالنَّجْدُ) ما ارتفعَ من الأرضِ، ومنه سُمِّيَ ذلك المكانُ نجْداً؛ لارتفاعِهِ على ما يليهِ من الغَوْرِ، وقد يكونُ النَّجدُ في غير هذا الطَّريقِ، قالَ تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:10].
          ({وَفَتَنَّاكَ فُتُوْناً} [طه:40]) أي أَخْلَصْنَاكَ إِخلاصاً، في قولِ مجاهدٍ وسعيدِ بن جُبيرٍ، وأصلُ الفِتْنَةِ عندَ العرب الابتلاءُ / والاختبارُ والتَّجربةُ والامتحَانُ، وهذه الألفاظُ معناها معنى الفتنةِ، فإذا جاءتْ الفتنَةُ مجيءَ الذَّمِ كان ذلك غُلُوَّا في طلبِ ما لا يصلُحُ الغُلو في طلبهِ، يُقالُ: هو مفتونٌ بكذا؛ أي قد أفرَطَ في طلبهِ واتِّباعِهِ، قال يُقالُ: {أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} [التوبة:49] يعني في الإثمِ ومخالفَةِ الأمرِ الواجبِ.