تغليق التعليق

باب هل للمرأة أن تهب نفسها لأحد؟

          ░29▒ قوله: باب هل للمرأة أن تهب نفسها لأحد؟
          حدثنا محمَّد بن سلام: حدَّثنا ابن فضيل عن هشام، عن أبيه قال: كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهنَّ للنبيِّ صلعم فقالت عائشة: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل؟! فلمَّا نزلت: {تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ} [الأحزاب:51] ؛ قلت: يا رسول الله؛ ما أرى ربك إلا يُسَارعُ في هواك.
          رواه أبو سعيد المؤدب، ومحمَّد بن بشر، وعبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، يزيد بعضهم على بعض. [خ¦1153]
          أما حديث أبي سعيد المؤدب؛ فقال البيهقيُّ: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان: أخبرنا أحمد بن عبيد: أخبرنا أحمد بن علي الخزاز.
          وقال ابن مردويه في «تفسيره»: حدَّثنا محمَّد بن الربيع بن موهب وغيره قالا: حدَّثنا موسى بن هارون قالا: حدَّثنا منصور بن أبي مزاحم: حدَّثنا أبو سعيد المؤدب عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: التي وهبت نفسها لرسول الله صلعم خولة بنت حكيم، لفظهما واحد.
          وأمَّا حديث محمَّد بن بشر؛ فقال الإمام أحمد في «مسنده»: حدَّثنا محمَّد بن بشر_يعني: العبدي_: حدَّثنا(1) هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة: أنَّها كانت تُعَيِّرُ النساء اللاتي وهبن أنفسهنَّ لرسول الله صلعم قالت: ألا تستحي المرأة(2) أن تعرض نفسها بغير صداق؟! فأنزل الله: {تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} [الأحزاب:51] قالت: إني لأرى ربك يسارع لك في هواك.
          رواه ابن جرير في «تفسيره» عن سفيان بن وكيع، عن محمَّد بن بشر به.
          وأمَّا حديث عبدة بن سليمان؛ فقرأت على عبد الرَّحمن بن أحمد: أخبركم علي بن إسماعيل: أخبرنا عبد اللطيف بن عبد المنعم: أخبرنا مسعود بن محمَّد في كتابه: أنَّ الحسن بن أحمد أخبره: أخبرنا أبو نعيم: حدَّثنا أبو بكر الطلحيُّ: حدَّثنا عبيد بن غنام: حدَّثنا أبو بكر لبن أبي شيبة: حدَّثنا عبدة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنها كانت تقول: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها لرجل؟! حتى أنزل الله: {تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ} [الأحزاب:51] قلت: إن ربك ليسارع لك في هواك.
          رواه مسلم وابن ماجه؛ جميعًا عن أبي بكر ابن أبي شيبة، فوقع لنا موافقة عالية.


[1] في المطبوع: (عن).
[2] في المطبوع: (امرأة).