الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

حديث أبي هريرة: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة.

          6588- قوله: (أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ) بكسر المهملة وخفة التحتانية وبالمعجمة، و(خُبَيْبِ) مصغر الخب بالمعجمة وشدة الموحدة (ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ)، والرَوْضَة معناها أن ذلك الموضع بعينه ينقل إلى (الجَنَّةِ) فهو حقيقة أو أن العبادة فيه تؤدي إلى روضة الجنة فهو مجاز باعتبار المآل أي مآل العبادة فيه الجنة أو تشبيه أي هو كروضة وسمى تلك البقعة المباركة (رَوْضَةٌ) لأنَّ زوار قبره صلعم من الملائكة والجن والإنس لم يزالوا منكبِّين فيها على ذكر الله تعالى.
          قوله: (مِنْبَرِي) قالوا: المراد منبرُه بعينِه الذي كان في الدنيا، وقيل: أن له هناك منبراً على حوضه يدعو الناس عليه إلى الحوض.
          الخطابي: معناه تفضيل المدينة والترغيب في المقام بها والاستكثار من ذكر الله في مسجدها وأن من لزم الطاعة فيه آلت به إلى روضة الجنة ومن لزم العبادة عند المنبر سُقي في القيامة من الحوض.