الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

حديث: أمامكم حوض كما بين جرباء وأذرح

          6577- قوله: (جَرْبَاءَ) بفتح الجيم وسكون الراء وبالموحدة مقصوراً عند الجمهور، وفي بعضها ممدوداً، و(أَذْرُحَ) بفتح الهمزة وتسكين المعجمة وضم الراء وبالمهملة موضعان، وفي صحيح مسلم: ((قال عبيد الله فسألته فقال: قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال)) انتهى. اعلم أنه مما استشكله القوم قالوا: هما موضعان قرب بيت المقدس بينهما سير ساعة تقريباً لا ثلاث ليال، والمقصود من التشبيه المبالغة في بيان سعته وفسحته ولا مبالغة في سير ساعة، فأجابوا بأن الحديث مختصر تقديره: كما بين المدينة وجَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ) وهما في حكم موضع واحد ولهذا يستعملان مقاربين كحماه وحور والقدس والخليل، روى الدارقطني ذلك صريحاً وهو: ما بين ناحيتي حوضي كما بين المدينة وجرباء وأذرح. أقول: المبالغة حاصلة في مسير ساعة لأن السعة أمر إضافي يختلف باختلاف المقامات، أو كان في الأول هذا المقدار ثم زاده الله تعالى من فضله عليه، ويحتمل أن لا يكون وجه التشبيه بيان طول الحوض وعرضه بل تكون المشابهة في الأمامية أي هو أمامي كما أن ما بينهما يعني المسجد الأقصى أمامي أو أن تكون الكاف للمقاربة نحو اشتغل بالصلاة كما دخل الوقت يعني هو أمامي مقارباً لما بينهما وفي بعض النسخ لفظ بين مفقود.