الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

باب في الأمل وطوله

          ░4▒ قوله: (فِي الأَمَلِ) فإن قلتَ: ما وجه مناسبة الآية الأولى بالترجمة؟ قلتُ: صدورها وهو قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران:185]، أو عجزها وهو: {وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران:185]، أو ذكرها لمناسبة قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ} [البقرة:96] إذ في تلك الآية: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} [البقرة:96]، والله أعلم.
          قوله: (عَمَلٌ) فإن قلتَ: اليوم ليس عملاً بل فيه العمل، ولا يمكن تقدير (في) والأحب نصب (عمل). قلتُ: جعله نفس العمل مبالغة كقولهم: أبو حنيفة فقه ونهاره صائم.
          قوله: (لاَ حِسَابَ) بالفتح، أي: لا حساب فيه، و(بِالرَّفعِ) أي: ليس في اليوم حساب، ومثله شاذٌّ عند النحاة، وهذا حجة عليهم.