الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله

          ░72▒ قوله: (مَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ) فإن قلت: ما معناه: مَن تركها، أو تركها بأن لم يُجب. قلت: الثاني بقرينة الرواية الصحيحة المذكورة آنفاً، وهي: ((مَن لم يجب الدعوة))، فإن قلت: أوله مرغب عن حضور الوليمة بل محرِّم، وآخره مرغب فيه بل موجب. قلت: الإجابة لا تستلزم الأكل، فيحضر ولا يأكل، فالترغيب في الإجابة والتحذير عن الأكل. فإن قلت: ما معنى كونه شرَّاً مطلقاً، وقد يكون بعضُ أطعمةٍ شرَّاً منها؟. قلت: المراد شرُّ أطعمة الولائم طعام وليمة تُدعى الأغنياء وتترك الفقراء. القاضي البيضاوي: أي مِن شرِّ الطعام كما يُقال: شرُّ الناس مَن أكل وحدَه، أي: مِن شرِّهم، وإنما سمَّاه شرَّاً لما ذَكر عقبه، فكأنه قال: شرُّ الطعام طعام الوليمة التي شأنها ذلك.
          الطيبي: التعريف في الوليمة للعهد الخارجي إذ كان مِن عادتهم دعوة الأغنياء وترك فقرائهم.
          5177- و(يُدعَى...) إلى آخِره، استئناف بيان لكونها شرَّ الطعام، فلا يحتاج إلى تقدير من؛ لأن الرياء شرك خفي. و(مَن تَرَكَ الدَّعوَةَ) حال، والعامل يدعي يعني يدعي الأغنياء لها والحال أن الإجابة واجبة، فيجيب المدعو ويأكل شرَّ الطعام.