النكت على صحيح البخاري

باب ظلم دون ظلم

          ░23▒ قوله: (بَابُ: ظُلْمٍ دُونَ ظُلْمٍ).
          (دُوْنَ) يحتمل أن تكون بمعنى: غير، أي: أنواع الظلم متغايرة، أو بمعنى الأدنى، أي: بعضها أخفُّ من بعض، وهو أظهَر / في مقصود المصنف، وهذه الجملة لفظ حديث رواه أحمد في كتاب «الإيمان» من حديث عطاء.
          قوله: ورواه أيضًا من طريق طاووس عن ابن عباس بمعناه، فاستعمله المؤلف ترجمة، واستدل له بالحديث المرفوع، ووجه الدلالة منه أنَّ الصحابة فهموا من قوله: {بِظُلْمٍ} [الأنعام:82] عموم أنواع المعاصي، ولم ينكر عليهم النبي صلعم، وإنَّما بيَّن لهم أنَّ المراد: أعظم أنواع الظلم؛ وهو الشرك على ما سنوضحه، فدلَّ على أن الظلم مراتب متفاوتة، ومناسبة إيراد هذا عقب ما تقدم من أنَّ المعاصي غير الشرك لا يُنسب صاحبها إلى الكفر المُخْرج عن الملَّة على هذا التقرير ظاهرة.