-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلعم
-
كتاب الإيمان
-
باب قول النبي: بني الإسلام على خمس
-
باب دعاؤكم إيمانكم
-
باب أمور الإيمان
-
باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
-
باب أي الإسلام أفضل؟
-
باب إطعام الطعام من الإسلام
-
باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه
-
باب حب الرسول من الإيمان
-
باب حلاوة الإيمان
-
باب علامة الإيمان حب الأنصار
-
باب ابتداء تلقيبهم بالأنصار
-
باب من الدين الفرار من الفتن
-
باب قول النبي: أنا أعلمكم بالله
-
باب من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان
-
باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال
-
باب الحياء من الإيمان
-
باب: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}
-
باب من قال: إن الإيمان هو العمل
-
باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة
-
باب إفشاء السلام من الإسلام
-
باب كفران العشير وكفر دون كفر
-
باب المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا
-
باب ظلم دون ظلم
-
باب علامة المنافق
-
باب قيام ليلة القدر من الإيمان
-
باب الجهاد من الإيمان
-
باب الدين يسر
-
باب الصلاة من الإيمان
-
باب أحب الدين إلى الله أدومه
-
باب زيادة الإيمان ونقصانه
-
باب الزكاة من الإسلام
-
باب اتباع الجنائز من الإيمان
-
باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر
-
باب سؤال جبريل النبي عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة
-
باب
-
باب فضل من استبرأ لدينه
-
باب أداء الخمس من الإيمان
-
باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة ولكل امرئ ما نوى
-
باب قول النبي: الدين النصيحة لله ولرسوله
-
باب قول النبي: بني الإسلام على خمس
-
كتاب العلم
░22▒ قَوْلُهُ: (بَابٌ) هو مُنوَّنٌ.
وقَوْلُهُ: (الْمَعَاصِي) مبتدأ، و(مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ) خبره، والجاهلية: ما قبل الإسلام.
وقَوْلُهُ: (وَلَا يُكَفَّرُ) بتشديد الفاء المفتوحة، وفي رواية أبي الوقت بفتح أوله وإسكان الكاف.
وقَوْلُهُ: (إِلَّا بِالشِّرْكِ) أي: أنَّ كل معصية توجد من ترك واجب أو فعل محرَّم فهي من أخلاق الجاهلية، والشرك أكبر المعاصي، ولهذا استثناه.
ومُحصَّل الترجمة: أنَّه لمَّا قدَّم أنَّ المعاصي يُطلق عليها الكفر مجازًا على إرادة كفر النعمة لا كفر الجحد أراد أن يُبين أنَّه كفر لا يُخرج عن الملَّة، خلافًا للخوارج الذين يكفِّرون بالذنوب، ونصَّ القرآن يرد عليهم، وهو قَوْلُهُ تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء:116-48] ، فصيَّر ما دون الشرك تحت إمكان المغفرة، والمراد بالشرك في هذه الآية: الكفر؛ لأنَّ من جحد نبوة (1) محمد صلعم مثلًا كان كافرًا ولو لم يجعل مع الله إلهًا آخر، والمغفرة منتفية عنه بلا خلاف، وقد يرد الشرك ويُراد به ما هو أخصُّ / من الكفر، كما في قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ} [البينة:1] .
واستدلَّ المؤلِّفُ أيضًا على أنَّ المؤمن إذا ارتكب معصية لا يكفر بأنَّ الله أبقى عليه اسم الإيمان، فقال: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} ثم {إنَّما الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات:8-9] ، واستدلَّ أيضًا بقوله صلعم: ((إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا)) فَسَمَّاهُمَا مُسْلِمَيْنِ مَعَ التَّوَعُّدِ بِالنَّارِ، وَالْمُرَادُ هُنَا: إِذَا كَانَتِ الْمُقَاتَلَةُ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ سَائِغٍ.
واستدلَّ أيضًا بقوله صلعم لأَبِي ذَرٍّ: (فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ) أي: خصلة جاهلية، مع أن منزلة أَبِي ذَرٍّ من الإيمان في الذروة العالية، وإنَّما وَبَّخَهُ بذلك على عظيم منزلته عنده تحذيرًا له عن مُعاودة مثل ذلك؛ لأنَّه وإن كان معذورًا بوجه من وجوه العذر لكنَّ وقوع ذلك من مثله يُستعظم أكثر ممن هو دونه.
وقد وضح بهذا وجه دخول الحديثين تحت الترجمة، وهذا على مقتضى هذه الرواية؛ رواية أَبِي ذَرٍّ عن مشايخه، لكن سقط حديث أبي بكرة من رواية المُسْتَملي، وأمَّا رواية الأَصِيْلِيِّ وغيره فأفرد فيها حديث أبي بكرة بترجمة: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الحجرات:9] ، وكل من الروايتين جمعًا وتفريقًا حسن.
والطَّائِفَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ، وَيُطْلَقُ عَلَى الْوَاحِدِ فَمَا فَوْقَهُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ.
وَأمَّا اشْتِرَاطُ حُضُورِ أَرْبَعَةٍ فِي رجم الزَّانِي مَعَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ} [النور:2] ، فَالْآيَةُ وَارِدَةٌ فِي الْجَلْدِ وَلَا اشْتِرَاطَ فِيهِ، وَالِاشْتِرَاطُ فِي الرَّجْمِ بِدَلِيلٍ آخَرَ.
وَأمَّا اشْتِرَاطُ ثَلَاثَةٍ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ} [النساء:102] ، فذلك لقوله تعالى: {وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ} [النساء:102] فذكره بلفظ الجمع وأقلُّه ثلاثة على الصحيح.
[1] في الأصل: ((نبيه)).