النكت على صحيح البخاري

باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة

          ░19▒ قَوْلُهُ: (بَابُ: إِذَا لَمْ يَكُنِ الإِسْلاَمُ عَلَى الحَقِيقَةِ) حذف جوابَ قولِه: (إِذَا) للعلم به، كَأنَّه يقولُ: إذا كانَ الإسلامُ كذلك لم ينتفع به (1) في الآخرة.
          ومحصل ما ذكر واستدل به: أنَّ الإسلام يُطلق ويراد به الحقيقة الشرعية؛ وهو الذي ينفع (2) عند الله، وعليه قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } [آل عمران:19]، وقوله تعالى: {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ } [الذاريات:36] .
          ويُطلق ويراد به الحقيقة اللغوية: وهو مجرد الانقياد والاستسلام، فالحقيقة في كلام المصنف هنا هي الشرعية.
          ومناسبة الحديث للترجمة ظاهرة من حيث إنَّ المسلمَ يُطلَق على من أظهر الإسلام وإن لم يُعلم باطنه؛ لأنَّه إن لم تصدق عليه الحقيقة الشرعية فاللغوية حاصلة.


[1] قوله: ((به)) ليس في الأصل.
[2] في الأصل: ((ينتفع)).