-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلعم
-
كتاب الإيمان
-
باب قول النبي: بني الإسلام على خمس
-
باب دعاؤكم إيمانكم
-
باب أمور الإيمان
-
باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
-
باب أي الإسلام أفضل؟
-
باب إطعام الطعام من الإسلام
-
باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه
-
باب حب الرسول من الإيمان
-
باب حلاوة الإيمان
-
باب علامة الإيمان حب الأنصار
-
باب ابتداء تلقيبهم بالأنصار
-
باب من الدين الفرار من الفتن
-
باب قول النبي: أنا أعلمكم بالله
-
باب من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان
-
باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال
-
باب الحياء من الإيمان
-
باب: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}
-
باب من قال: إن الإيمان هو العمل
-
باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة
-
باب إفشاء السلام من الإسلام
-
باب كفران العشير وكفر دون كفر
-
باب المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا
-
باب ظلم دون ظلم
-
باب علامة المنافق
-
باب قيام ليلة القدر من الإيمان
-
باب الجهاد من الإيمان
-
باب الدين يسر
-
باب الصلاة من الإيمان
-
باب أحب الدين إلى الله أدومه
-
باب زيادة الإيمان ونقصانه
-
باب الزكاة من الإسلام
-
باب اتباع الجنائز من الإيمان
-
باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر
-
باب سؤال جبريل النبي عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة
-
باب
-
باب فضل من استبرأ لدينه
-
باب أداء الخمس من الإيمان
-
باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة ولكل امرئ ما نوى
-
باب قول النبي: الدين النصيحة لله ولرسوله
-
باب قول النبي: بني الإسلام على خمس
-
كتاب العلم
░18▒ قَوْلُهُ: (بَابُ: مَنْ قَالَ) هو مضاف حتمًا.
قَوْلُهُ: (الإِيمَانَ هُوَ العَمَلُ) مطابقة الآيات والحديث لمَّا ترجم له بالاستدلال بالمجموع على المجموع؛ لأنَّ كل واحد منهما دالٌّ بمفرده على بعض الدعوى.
فقوله: {بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:43] عام في الأعمال، / وقد نقل جماعة من المفسرين هنا أن قوله: {تَعْمَلُونَ} معناه: تؤمنون، فيكون خاصًا، وقوله: {عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر:93] خاص بعمل اللسان على ما نقل المؤلف، وقوله: {فَلْيَعْمَل الْعَامِلُونَ} [الصافات:61] عامٌّ أيضًا.
وقَوْلُهُ في الحديث: (إِيمَانٌ بِاللهِ) في جواب: (أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ؟) ذلك على أن الاعتقاد والنطق من جملة الأعمال.
فإن قيل: الحديث يدل على أنَّ الجهاد والحج ليسا من الإيمان لمَّا تقتضيه (ثُمَّ) من المغايرة والترتيب.
فالجواب: أنَّ المراد بالإيمان هنا: التصديق، وهذه حقيقته، والإيمان_كما تقدَّم_ يطلق على الأعمال البدنية؛ لأنَّها مكملاته.
قَوْلُهُ: (أُورِثْتُمُوها) أي: صُيرت لكم إرثًا، وأطلق الإرث مجازًا عن الإعطاء لتحقق الاستحقاق. و(ما) في قوله: (بما) إمَّا مصدرية أي: بعملكم، وإمَّا موصولة أي: بالذي كنتم تعملونه، والباء للملابسة أو للمقابلة.
فإن قيل: كيف الجمع بين هذه الآية وحديث: ((لَنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُمُ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ)).
فالجواب: أنَّ المنفي في الحديث دخولها بالعمل المجرَّد عن القبول، والمثبت في الآية دخولها بالعمل المتقبَّل (1) ، والقبول إنَّما يحصل برحمة الله، فلم يحصل الدخول إلا برحمة الله، وقيل في الجواب غير ذلك كما سيأتي عند إيراد الحديث المذكور.
قَوْلُهُ: (وَقَالَ عِدَّةٌ) أي: جماعة من أهل العلم، منهم أنس بن مالك، روينا حديثه مرفوعًا في «الترمذي» وغيره، وفي إسناده ضعف، ومنهم ابن عمر، روينا حديثه في «التفسير» للطبري و«الدعاء» للطبراني، ومنهم مجاهد، رويناه عنه في «تفسير عبد الرزاق» وغيره.
قَوْلُهُ: (لَنَسْأَلَنَّهُم....إلى آخره).
قال النووي: معناه عن أعمالهم كلها، أي: التي يتعلق بها التكليف، وتخصيص ذلك بالتوحيد دعوى بلا دليل.
قلت: لتخصيصهم وجه من جهة التعميم في قوله: {أَجْمَعِيْنَ} [الحجر:92] فيدخل فيه المسلم والكافر، فإنَّ الكافر مخاطب بالتوحيد بلا خلاف، بخلاف باقي الأعمال ففيها الخلاف، فمن قال: إنَّهم مخاطبون يقول: إنَّهم مسؤولون عن الأعمال كلها، ومن قال: إنَّهم غير مخاطبين يقول: إنَّما يُسألون عن التوحيد فقط فالسؤال عن التوحيد متفق عليه، فحمل الآية عليه أولى، بخلاف الحمل / على جميع الأعمال لما فيه من الاختلاف، والله أعلم.
قَوْلُهُ: (وَقَالَ) أي: الله ╡: {لِمِثْلِ هَذَا} [الصافات:61] أي: الفوز العظيم. {فَلْيَعْمَل الْعَامِلُونَ} أي: في الدنيا، والظاهر: أنَّ المصنف تأوَّلها بما تأوَّل به الآيتين المتقدمتين، أي: فليؤمن المؤمنون، أو يُحمل العمل على عمومه؛ لأنَّ مَن آمن لابدَّ أن يُقبل، ومن قُبل فمن حقِّه أن يعمل، ومن عمل لابد أن ينال، فإذا وصل قال: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَل الْعَامِلُونَ} [الصافات:61].
تنبيه:
يحتمل أن يكون قائل ذلك المؤمن الذي رأى قرينه، ويحتمل أن يكون كلامه انقضى عند قوله: {الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الصافات:60] والذي بعده ابتداءً من قول الله ╡، لا حكايةً عن قول المؤمن، ولعل هذا هو السِّرُّ في إبهام المصنف القائل، والله أعلم.
[1] في الأصل: ((المتقيد)).