النكت على صحيح البخاري

باب ابتداء تلقيبهم بالأنصار

          ░11▒ قَوْلُهُ: (بَابٌ) كذا هو في روايتنا بلا ترجمة، وسقط من رواية الأَصِيْلِيِّ أصلًا، فحديثه عنده من جملة الترجمة التي قبله، وعلى روايتنا فهو متعلق بها أيضًا؛ لأنَّ البابَ إذا لم يذكر له ترجمة خاصة يكون بمنزلة الفصل مما قبله مع تعلُّقه به، كصنيع مصنفي (1) الفقهاء.
          ووجه التعلُّق: أنَّه لمَّا ذكر الأنصار في الحديث الأول أشار في هذا إلى ابتداء السبب في تلقيبهم (2) بالأنصار؛ لأنَّ أول ذلك كان ليلة العقبة لمَّا توافقوا مع النبي صلعم عند عقبة مِنى في الموسم كما سيأتي شرح ذلك إن شاء الله تعالى في السيرة النبوية من هذا الكتاب، وقد أخرج المصنف حديث هذا الباب في مواضع أخرى من بَابِ: مَنْ شَهِدَ بَدْرًا؛ لقوله فيه: (وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا)، وفي بابِ: وُفُوْدِ الأنصَارِ؛ لقوله فيه: (وهو أحد النقباء)، وأورده هنا لتعلُّقه بما قبله كما بيناه.
          ثم إنَّ في متنه ما يتعلَّق بمباحث الإيمان من وجهين آخرين:
          أحدهما: اجتناب المناهي من الإيمان كامتثال الأوامر.
          وثانيهما: أنَّه تضمَّن الردَّ على من يقول أنَّ مرتكب الكبيرة كافرٌ أو مُخلَّدٌ في النار، كما سيأتي تقريره إن شاء الله تعالى.


[1] في الأصل: ((مصنفي)).
[2] في الأصل: ((تلقيهم)).