مصابيح الجامع

حديث: إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين

          2567- (قَالَتْ لِعُرْوَةَ: ابْنَ أُخْتِي) قال الزركشيُّ: بفتح الهمزة والنصب على النداء.
          قلت: فتكون الهمزة نفسُها (1) حرفَ نداء، ولا كلام في ذلك مع ثبوتِ الرواية، وقد رأيتُه في بعض النسخ بوصل الهمزة، فتكون مكسورة عند الابتداء بها، وحرفُ النداء على هذا محذوف؛ أي: يا بن أختي ومثلُه جائز إجماعاً، فيبحث عن تحرر (2) الرواية فيه.
          (إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ) ((إنْ)) هذه (3) مخففة من الثقيلة عند البصريين، واللام فارقةٌ بينها وبين النافية (4)، وأما الكوفيون، فيرونها: ((إن)) النافية، ويجعلون اللام بمعنى إلا.
          (مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟) بضم حرف المضارعة، وهو مضارعُ أَعاشَ.
          (قَالَت (5) : الأَسْوَدَانِ: التَمْرُ، وَالْمَاءُ) هذا على التغليب؛ كالعُمرين والقمرين، وهذا صريحٌ في أنه من قول عائشة.
          وقال صاحب «المحكم»: فسَّره أهل اللغة بالتَّمر والماء، وعندي (6) أنها إنما أرادت الحرَّة والليل، وذلك لأنَّ وجود التمر والماء عندهم شِبَعٌ ورِيٌّ، وخصبٌ لا سَغَبٌ، وإنما أرادت عائشة ♦ أن تبالغ في شدة الحال، وينتهي في ذلك إلى ما لا يكون معه إلا الحرَّة والليل، وهو أذهبُ في سوء الحال من التمر والماء.
          قلت: كأنه لم يقف على هذا الحديث، فخبطَ عشواء، وأما إن وقف عليه وفسر بعد ذلك مراد عائشة ♦ بما قاله، فهو عنادٌ ومكابرةٌ.
          (جِيرَانٌ) بكسر الجيم.
          (مَنَائِحُ) جمعُ: منيحة (7)؛ أي: غَنَمٌ فيها لَبَن.
          (يَمْنَحُونَ) بفتح أوله وثالثه: مضارع منح، وبضم أوله وكسر ثالثه: مضارع أَمْنَحَ؛ أي: يجعلونها له منحةً.


[1] في (ق): ((فيها)).
[2] في (ق): ((تجويز)).
[3] ((هذه)): ليست في (ق).
[4] في (د): ((الباقية)).
[5] في (د): ((قال)).
[6] في (د) و(ج): ((عندي)).
[7] في (د): ((نتائج جمع نتيجة)).