مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الشين والراء

          الشِّين والرَّاء
          2125- قوله: «فيَشْرَئِبُّون» [خ¦4730] يمدُّونَ أعناقَهم رافِعي رؤُوسِهم مُتشوِّفينَ مُتطاوِلينَ لذلك.
          2126- قوله: «في مَشْربةٍ له» [خ¦378] بفتحِ الرَّاءِ وضمِّها كالغُرفةِ، قال الخليلُ: هي الغُرفةُ، قال الطَّبريُّ: هي كالخزانةِ فيها الطَّعامُ والشَّرابُ، وبه سُمِّيتْ مَشْرَبَةً، وقال يحيى بنُ يحيى الأندلسي: هو العَسكرُ، وكلُّه متقاربٌ.
          وقوله: «وسَرْوُ الشَّرَب» بفتحِ الرَّاءِ والشِّينِ، حفيرٌ يدارُ حولَ النَّخلةِ تشرَبُ منه، الواحدَةُ شَرَبةٌ، ومنه في حديثِ عبدِ الله بنِ سَهلٍ: «فوُجِدَ في شَرَبةٍ»، ومنه: «اذهبْ إلى شَرَبةٍ»، وقد فسَّرهُ مالكٌ بما قُلنَاهُ، وضبطَه ابنُ قتيبةَ: «سرْوُ(1) الشَّرَب» كذا ضبَطْناه، وبالوَجهَينِ قيَّدناهُ عن التَّميميِّ: يريدُ تنقيةَ مواضعِ / الشُّربِ، والشُّربُ الحظُّ من الماءِ والنَّصيبُ، وسألتُ الحجازيِّينَ عنه، فقالوا هي: تنقيةُ الشَّرَباتِ.
          وقوله: «أَيَّامُ أَكلٍ وشُرْبٍ».
          وفي روايةِ ابنِ الأنباريِّ: «شَربٍ» بالفَتحِ، قال: وهو بمعنَى الشُّربِ، يقال فيه: شُربٌ بالضَّمِّ، وشِربٌ بالكسرِ، وشَربٌ بالفتحِ، وهو أقلُّها، وقُرِئ: {شُـَرْبَ الْهِيمِ} [الواقعة:55] بالضَّمِّ والفتحِ.
          وقوله: «وهو في شَرْبٍ من الأنصارِ» [خ¦3091] بالفَتحِ جمعُ شاربٍ.
          وقوله: «وأُشْرِبَتْهُ قلوبُكُم» [خ¦4757]؛ أي: حلَّ فيها محلَّ الشَّرابِ وقبلتُمُوه.
          وقوله: «ما جاء في الشِّرْبِ» [خ¦42/1-3672] بكسرِ الشِّينِ؛ أي: الحكمُ في قِسمةِ الماءِ والسَّقْيِ منه، وضبطَه الأصيليُّ بالضَّمِّ.
          2127- و«شِراج الحَرَّةِ» مسائلُ الماءِ منها إلى السَّهلِ، واحدُها شَرْجٌ وشَرْجةٌ، ومنه: و«إذا شَرْجةٌ من تلك الشِّراجِ»، و«أفرَغَ ماءَه في شَرجةٍ من تلك الشِّراجِ».
          2128- قوله: «فشُرِحَ صَدرِي»؛ أي: شقَّه، وأصلُه التَّوسِعةُ، وشرَحَ الله صَدرَه وسَّعَهُ بالبيانِ لذلك، وشَرَحْتُ الأمرَ بيَّنتُه وأوضحْتُه.
          و«كانَت قريشٌ يَشْرَحُون النِّساءَ شَرْحاً»
          هو ممَّا تقدَّمَ من التَّوسِعةِ والبسْطِ، وهو وطءُ المرأةِ مُستَلقِيةً على قَفاهَا.
          2129- قوله: «فلا يَبقى إلَّا الشَّريدُ»؛ أي: الطَّرِيدُ الذَّاهبُ على وَجهِه.
          2130- قوله: «والشَّرُّ ليسَ إليك»؛ أي: لا يُبتغَى به وجهُك، ولا يُتقرَّبُ به إليك، وقيل: لا يصعَدُ إليك، إنَّما يصعَدُ الكلِمُ الطَّيِّبُ، والعملُ الطيِّبُ، يعني إلى مُستقرِّ الأعمالِ من عليِّينَ.
          وقوله: «إنَّ أُمَّةً أنتَ شرُّها»، وعند السمرقنديِّ: «أنت أَشرُّها» قال ابنُ قتيبةَ: لا يُقال أخيرُ ولا أشرُّ، وإنَّما يُقال: خيرٌ وشرٌّ، قال الله تعالى: {أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا} [يوسف:77] و{خَيْرٌ مَّقَامًا} [مريم:73] وقد جاء مرويَّاً في هذا الحَديثِ كما ترَى.
          2131- قوله: «فَيشْترطُ المسلِمونَ شُرْطةً للمَوتِ» بضَمِّ الشِّينِ وسكونِ الرَّاءِ، أوَّلُ طائفةٍ من الجيشِ تشهدُ الوقيعةَ وتتقدَّمُ الجيشَ، ومنه سُمِّيَ الشَّرَطَين لتقدُّمِهما أوَّلَ الرَّبيعِ.
          وأشراطُ السَّاعةِ مُقدِّماتُها؛ وهي عَلامَاتٌ بين يديها أيضاً، وكذلك أشراطُ الأشياءِ أوائلها، وقيل: أشراطُ السَّاعةِ أعلامُها، وأشرَط نفسَه للشَّيءِ أعلمَه، ومنه سُمِّيَ الشُّرَطُ؛ لأنَّ لهم عَلامَات / من هيئةٍ وملبَسٍ يُعرَفونَ بها، هذا قول أبي عُبيدَةَ، وأنكرَه غيرُه، وقال: إنَّما الأشرَاطُ جمعُ شُرَطٍ، وهو الدُّون من كلِّ شيءٍ، وأشْراطُ السَّاعةِ ما ينكرهُ النَّاسُ من صِغارِ أمورِها قبلَ قيامِها، وإنَّما جمعُ الشَّرْطِ بالإسكانِ شرُوطٌ.
          قال القاضي: وقد يَحتمِلُ الحديثُ هذا المعنى؛ أي: يتعالمَونَ بينهم بعَلامةٍ يختصُّونَ بها، وقيل: سُمِّيَ الشُّرَطُ من الشَّرَطِ، وهو رُذالُ المالِ لأنَّهم استَهانوا أنفسَهم، وقال أبو عُبيدةَ: سُمُّوا شُرَطاً لأنَّهم أُعِدُّوا.
          والشَّرْطُ في البَيعِ علاماتٌ بين المُتبايعَين، قال القاضي: وعندي أنَّه من التَّأكيدِ للعقدِ والشَّدِّ من الشَّرِيطِ الَّذي هو حبلٌ مُبرَمٌ(2).
          وقوله: «اّْشترِطي لهمُ الوَلاءَ» [خ¦2168]؛ أي: أعلِمِيهم به وبحُكمِه وأظهرِيه كالعَلامةِ، ويعضدُ هذا روايةُ الشَّافِعيِّ عن مالكِ: «واّْشرطي لهم الولاءَ»؛ أي: أَظهِري لهم حكمَهُ، وقيل: اشتَرِطيهِ علَيهِم، كما قال: {فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ} [البروج:10]؛ أي: عليهم، وقيل: هو على وَجهِه على وَجهِ الزَّجْرِ، كما قال: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ}[الإسراء:64] والله سُبحانَه لا يأمرُ بهذا، وقيل: بل هو على طَريقِ التَّوبيخِ واللَّومِ، وأنَّ ذلك لا ينفَعُهم إذ كان قد بيَّن لهم حكمَهُ من قبلُ فكأنَّه قال: اشتَرِطي أو لا تشتَرِطي ذلك لا ينفعُهُم ولا يضُرُّكِ(3)، ويعضدُ هذا روايةُ البخاريِّ في حَديثِ أيمنَ عن عائشَةَ: «ودَعِيهم يَشترِطون ما شاؤُوا». [خ¦2565]
          وقوله: «شَرْطُ الله أَحقُّ» [خ¦2155] يحتملُ قولُه: {فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب:5]، ويحتَمِلُ أن يريدَ ما أظهرَهُ وبيَّنه من حُكمِ الله بقَولِه: «الوَلاءُ لمن أعتَق» [خ¦2565]، وقيل: بل فُعِلَ ذلك عقُوبةً في المالِ لمُخالَفتِهم حكمَ الله، وهذا ضعِيفٌ.
          2132- ذكر «الشَّرِكَة» [خ¦47/1-3893] والشِّرْكُ في البَيعِ مَعلُومٌ، والشِّرْكُ والشَّرِكةُ والاشتِرَاكُ واحدٌ، والشِّرْكُ أيضاً الشَّرِيكُ، قاله الأزهريُّ.
          وفي تَفسيرِ{يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء}[النساء:127] : «فأَشرَكتُهُ في مَالهِ» [خ¦4600] [خ¦3018]، كذا لهم، يقال: شَرِكتُه أشرَكُهُ، وأشرَكتُه أشرَكُه.
          2133- قوله: «فَانتَهَينَا إلى مَشْرعَةٍ» بفَتحِ المَيمِ، وفيه: «أَفلا تُشرِعُ؟» بضمِّ التَّاءِ رُباعِي، ورُوِيَ بفَتحِها، وفيه: «فَأَشرَعتُ»، و«أَشرَعَ ناقَتهُ» والمَعروفُ شرَعت ثُلاثِي، وهو ورُود الماء، وكذا جاء في الحَديثِ الآخرِ: «فَشَرَعَت / فيه» إلَّا أنَّ تَعَديه بالهَمزةِ كقَولِه: «أَشرَع ناقتَه» وعلى هذا جاء كلُّ رُباعِيٍّ، ومعنى شرَعت شرِبت بفمي من غير آلةٍ ولا يدٍ، والمَشرَعة والشَّريعةُ حيث يتوصلُ من حافَّة النَّهرِ إلى مائه ويوردُ فيه، والجمعُ شرائِعُ ومَشارعُ، ومنه: شَرِيعةُ الدِّين؛ لأنَّها مَدخَل إليه، وقيل: هو من البيان والظُّهور، وهو أيضاً الشَّرعُ والشِّرعةُ، و{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ} [الشورى:13] بيَّن وأظهَر، ومنه سُمِّيت الشَّريعةُ للماء والمَشرعة لأنَّها ظاهِرَة.
          وعلى هذا يأتي تَفسِير قوله: {شُرَّعاً} [الأعراف:163] رافعة رؤُوسُها؛ لأنَّها ظاهِرَة، وقولُ البُخاريِّ في تَفسيرِها«{شُرَّعاً} شوَارعَ» [خ¦60/36-5243]، قال ابنُ قُتيبَةَ: أي: شوَارِع في الماء، جمعُ شارع، كأنَّه يريد شارِبه، وهو قولُ بَعضِهم، خافِضَة رؤُوسُها للشُّربِ، قال الخليلُ: يقال: شرَع شرعاً وشرُوعاً إذا ورَد الماء، قال ابنُ القُوطِيَّة: شرَعتَ في الماء شربتَ بفيك، وأيضاً دخَلْت فيه.
          وقوله في المِركَن: «فَنشرَعُ فيه جَميعاً» [خ¦7339]؛ أي: نتناوَل منه، وقوله: «حتَّى أشرَع في العضُدِ وفي السَّاقِ»؛ أي: أحل الغسل فيهما، وأدخَل بعضها في مَغسُوله.
          وقوله: «فهما فيه شَرَعٌ سَواءٌ» بفتح الرَّاء؛ أي: مثلان، كما قال سواء.
          2134- قوله: «أصَبْت شارفين» [خ¦68/11-7835] الشَّارفُ المُسنُّ من النُّوقِ، وفسَّر في مُسلمٍ: بأنَّه «المُسِنُّ الكَبِير»، والمَعروفُ في ذلك أنَّه من النُّوقِ خاصَّة لا من الذُّكورِ، وحكَى الحربيُّ عن الأصمَعيِّ: أنَّه يقال: شارف للذَّكر والأُنثَى، ويُجمَع على شُرُف، ومنه: «أَلَا حَمْزُ للشُّرُفِ النِّواءِ» [خ¦2375] ولم يأت: «فُعُل» جمع فاعل إلَّا قليلاً.
          وقوله: «نُهبة ذات شَرَفٍ» [خ¦5578]؛ أي: ذات قَدرٍ كَبيرٍ، وقيل: يستشرف لها النَّاس، كما جاء في الرِّوايةِ: «يرفعُ النَّاسُ إليه فيها أبصارَهم» [خ¦2475] وقد رُوِي بالسِّين المُهملةِ، وفُسِّر بذات القَدرِ الكَبيرِ، وقد تقدَّم في حرف السِّين.
          وقوله: «منِ استَشرَفَ لهَا استَشْرفَتهُ» قيل: هو من الإشْرافِ، استَشرفتَ الشَّيء علَوتَه، وشرَفت عليه وأشرَفت يريد من انتَصَب لها / انتَصَبت له، وتَلَّتْه وصرَعَته، وقيل: هو من المُخاطَرة والتَّغريرِ والإشفاءِ على الهَلاكِ؛ أي: من خاطَر بنَفسِه فيها أهلَكَته، يقال: أشرَف المرِيضُ إذا أشفَى على المَوتِ، وهم على شرف؛ أي: خطَر، ورَوَيناه في مُسلمٍ : «من تَشرَّف لها تَستَشْرِفُه» [خ¦7082] وهو من معنَى ما تقدَّم، كذا ضبَطناه على القاضي أبي عليٍّ، وضبَطْناه على أبي بَحرٍ: «يُشرف»، وهو راجعٌ إلى ما تقدَّم.
          وقوله: «أَشرَفَ عَلى أُطُمٍ» [خ¦2467]؛ أي: علا، ومن هذا قوله: «لا تَشَرَّف يُصبْكَ سَهمٌ» [خ¦3811] بفتح التَّاء والشِّين وشدِّ الرَّاء، كذا قيَّده بعضُهم؛ أي: لا ترفَع رأسك لتَنظُر، وقيَّده غيرُه: «تشرف»؛ أي: تتعلَّى، كما جاء في أوَّل الحديثِ: «وتشَرَّف النَّبيُّ صلعم يَنظُر». [خ¦2902]
          وقوله: «مَنْ أَخذهُ بإِشرَافِ نَفسٍ» [خ¦1472] قال الحربيُّ: بطَلبٍ لذلك وارتفاعٍ له وتعرُّضٍ إليه.
          وقوله: «مُشرفُ الوجْنَتينِ» [خ¦3344]، و«مُشرِفُ الجبين»؛ أي: ناتِئُه.
          وقوله: «وتَخلُصَ بأَهلِ الفِقهِ وأَشرَافِ النَّاسِ» [خ¦3928]؛ أي: كبرائهم وأهل الاحتساب، وشَرَفُ الرَّجل حَسَبه بالآباء، قال يعقوبُ: لا يكون الشَّرفُ والمَجدُ إلَّا بالآباء، ويكون الحسَبُ والكرَمُ بنَفسِ الإنسان وإن لم يكن له ذلك بآبَائِه.
          وقوله: «فَاستنَّتْ شَرَفاً أو شَرَفَينِ» [خ¦2371]؛ أي: طلقاً أو طلقَين، وقيل: الشَّرف هنا ما عَلَا من الأرضِ، وتقدَّم تَفسِيرُ: «استنت شرفاً أو شرفين».
          2135- قوله: «شَرِقَ بذلكَ» [خ¦4566] بكَسرِ الرَّاء؛ أي: ضاق به صدرُه حسداً، كمن غصَّ، ولكن الشِّرقَ بالمَشرُوبِ، والغصصَ بالمَطعومِ.
          وقوله: «يؤخِّرُونَ الصَّلاةَ إلى شَرَقِ الموتَى» شرَق الميِّت: غَصَصُهُ بريقه عند المَوتِ، يريد أنَّهم يصلُّون ولم يبق من النَّهار أو من الوقت إلَّا بقدرِ ما بقي من حياة الميِّتِ إذا بلغ هذا المَبلَغ، وقيل: «شَرَق الموتَى» اصفرار الشَّمس عند غرُوبِها، وقيل: هو ارتفاعُ الشَّمس على الحيطانِ، وكونها بين القبُور آخر النَّهار كأنَّها لجَّة، يريد أنهم يؤخِّرون الجُمعة إلى ذلك الوَقتِ، / ويقال: «شَرَق الموتَى» ارتفاع الشَّمس عند طلُوعِها، يقال: تلك السَّاعة ساعة المَوتَى، وهذا ليسَ بالبيِّنِ.
          وقوله: «أشرِقْ ثَبِيرُ كيما نُغِير» [خ¦1684]؛ أي: ادخل يا جبل في الشَّرق؛ أي: في ضَوء الشَّمس، يقال: أشرَقت الشَّمس طلَعت، وأشرَقت أضاءَت، وهو امتِدادُ ضَوئِها، ومنه: «نهَى عن الصَّلاةِ حينَ تشرق الشَّمسُ» [خ¦581]؛ أي: تطلع، وفي رِوايَة أُخرَى: «حتَّى تَطلُعَ» [خ¦584]، و«كَيمَا نُغير»؛ أي: نَدفَع للنَّحرومعناه: الإسراع.
          و«أيَّام التَّشرِيقِ» [خ¦1998] هي الأيام المَعدُودات، ثلاثة أيام بعد يوم النَّحر، سُمِّيت بذلك؛ لأنَّهم يُشَرِّقُون فيها لحوم الأضاحي؛ أي: يَقطَعونها تَقدِيداً، وقيل: بل لأجلِ صلاةِ العيدِ وقت شرُوق الشَّمس، فصارَت هذه الأيامُ تبعاً ليومِ النَّحرِ، وقال أبو حنيفة: التَّشريقُ التَّكبيرُ دبُر الصَّلوات، قال أبو عُبيدٍ: ولم أجد أحداً يعرِفُ أن التَّكبِير يقال له التَّشريق، وقيل: أيام التَّشريق أيام منى، وهي المَعلُومَات.
          وقوله في البَقرَة وآل عِمرانَ: «كأَنَّهما ظُلَّتانِ سَودَاوَانِ بينَهُما شَرْقٌ» بسُكون الرَّاء، قيل: نور وضوء، هكذا ضبَطْناه عن بَعضِ شيُوخِنا بالسُّكون في كتُب الحديثِ، وقيَّدناه على أبي الحُسينِ في كتُب اللُّغةِ كذلك أيضاً، وكذلك كان في كتابِ التَّميميِّ، وكذا ذكَره الهرويُّ، قال: والشَّرْقُ الضَّوءُ، وأيضاً الشَّمسُ، وأيضاً الشَّقُّ، وقال ثعلبٌ: الشَّرْقُ الضَّوءُ الذي يدخُل من شِقِّ البابِ، وقيَّدناه على أبي بَحرٍ في كتاب مُسلمٍ بفَتحِ الرَّاء، وضبَطَه بعضُهم: «بينهما شرِق» بكَسرِ الرَّاء.
          قوله: «الفِتنَة من قبل المَشرِق» [خ¦92/16-10526] يعني: مَشرِق الأرض وبلاد كِسرَى وما وراءها، بدليل قوله: «من حيثُ تَطلعُ الشَّمسُ» [خ¦7092]، وبدليل طلُوع الفِتَن والبِدَع منها؛ الذي يدُل عليه قوله: «قَرنُ الشَّيطَان» [خ¦7092] وقد فسَّرناه، وقيل: بلاد نجد وربيعة ومضر، بدليل أنَّه قد جاء ذلك مُبيَّناً في حديثٍ آخر، والوَجهَان صَحِيحان، ونجد وبلاد مضر وربيعة وفارس وما وراءها كلُّه مَشرِق من المَدينةِ، والشَّرقُ والمَشرِقُ سواء. /
          وقوله: «أريتُ مشارقَ الأَرضِ» [خ¦773] المَشارِقُ مَطَالعُ الشَّمسِ كلَّ يومٍ، ومَشرِقَاها مَطلِعَاها في الشِّتاء والصَّيفِ، وكذلك مَغرِبَاها في الشِّتاء والصَّيف، قال الله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [الرحمن:17]، وأراد النَّبيُّ صلعم بهذا الحَديثِ مَشارِق الأرض ومَغارِبها من البِلادِ النَّائِيَة، والأقطار البَعيدةِ، مما تبلُغه دعوَتُه وتفتَحُه أمَّتُه.
          قوله: «شَرْشَر شِدْقة» [خ¦7047]؛ أي: شقَّه وقطَعه، والشَّرشَرة أخذ السَّبعِ الشَّاةَ بفِيهِ، ونَفضُه إيَّاها حتَّى تتناثَر وتنقَطِع قِطعاً.
          2136- «والشَّرَه» بتخفيف الرَّاء شِدَّة الحرصِ.
          2137- قوله: «رَكبَ شَرِيَّاً» [خ¦5189]؛ أي: فرساً يستشري في جَريِه ويلج مُتمادِياً، وقال يعقوبُ: خياراً فائقاً، وشراةُ المال وسراته خِيارُه.


[1] بكسر السين وفتحها.
[2] في (س): (مبروم).
[3] في (ن): (لا ينفعهم ولا يضرهم).