مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الشين مع الجيم
  
              

          الشِّين مع الجيمِ
          2108- قوله: «في عَزْلاءِ شَجْبٍ» بسكونِ الجيمِ وفتحِ الشِّينِ؛ وهو: ما قَدُمَ من القِرَبِ، مثل الشَّنِّ، ومنه: «وقَام إِلى شَنٍّ» [خ¦183]، قوله: «يُبرِّدُ لَهُ الماءَ في أَشْجَابٍ» جمعُ شَجْبٍ، وفسَّرهُ بعضُهم بالأعوادِ الَّتي تُعلَّقُ منها الزِّقاقُ، وهو صحيحٌ في العربِيَّةِ، غيرَ أنَّه لا يصلحُ في هذا المَوضعِ؛ لقَولِه بعدُ: «على حِمارةٍ له»، وهذه هي الأعوادُ الَّتي تُسمَّى أيضاً بالأشْجَابِ، وبالحمارةِ والحمارِ، فإنَّما أرادَ في هذا الحديثِ قِرَباً باليةً مُعلَّقةً على هذه الحمارةِ.
          «وإنَّ ثِيابي لَعلى المِشْجَبِ» وهو عودٌ تُرفَعُ عليها الثِّيابُ، وهي الشِّجابُ أيضاً.
          2109- قوله: «شجَّكِ أو فلَّكِ» [خ¦5189]؛ أي: جرحَكِ، والشَّجَّةُ مختصَّةٌ بجراحِ الرَّأسِ، ولا دِيةَ مُؤقَّتةٌ فيها(1) وفي الجائِفةِ، وأصلُه من الارتفاعِ، شَجَّ البلادَ علَاها، قوله: «شَجُّوا نبيَّهم» [خ¦64/21-6002] جرَحوه.
          2110- قوله: «وأمَّا الَّذي شجرَ بيني وبينهم» [خ¦4240] تشاجَر القومُ اختلَفُوا، ومنه قوله تعالى: {حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء:65]؛ أي: فيما وقَع فيه التَّشاجرُ بينهم، والشَّجَر بالفَتحِ الأمرُ المُختَلفُ.
          وقوله: «فَشجَروهُم بالرِّماحِ»؛ أي: شَبكوهُم بها، وقيل: مدُّوها إليهم، وقيل: طَعنُوهم بها، و«الرُّمحُ شَاجِرٌ» [خ¦65-7056] ممدُودٌ، و«شَجَرُوا فاها» فتحُوه، والشَّجْرُ الفتحُ.
          وقوله: «لا يُعضَدُ شجراؤها» كذا في حديثِ إسحاقَ بنِ مَنصورٍ، وعند الطَّبريِّ: «شجَرُها» كسائرِ الأحاديثِ، والشَّجْرَاءُ جمعُ شجَرةٍ، والشَّجراءُ الأرضُ الكثيرةُ الشَّجرِ، والشَّجَرُ كلُّ نَباتٍ يقومُ على ساقٍ، ويبقى إلى المَصِيفِ ذي أغصانٍ تورقُ.
          وقوله: «ونَاءَ بي الشَّجرُ» [خ¦5974]؛ أي: بعُد بي المرعَى في الشَّجرِ.
          2111- قوله: «الرَّحِمُ شجنةٌ» [خ¦5989] بضمِّ الشِّينِ وكسرِها، وحُكي الفتحُ، ومعناه: قَرابةٌ مشتَبكةٌ كالعُروقِ المتدَاخِلة والأغصانِ المُتشَابِكة، وأصلُ ذلك من الشَّجرِ الملتفِّ أغصانُه أو عُروقُه، ومنه: الحديثُ ذو شُجُونٍ؛ أي: يتَداخلُ ويمسِكُ بعضُه بعضاً ويجرُّ / بعضُه إلى بعضٍ.
          2112- قوله: «شُجاعٌ أَقرعُ» [خ¦1403] هو الحيَّةُ الذَّكَر، وقيل: بل كلُّ حيَّةٍ، وقد تُكسَر الشِّينُ، والجمعُ شُجعانٌ _بالضَّمِّ والكسرِ_ وأشجِعةٌ، ويقال أيضاً للواحِدِ: أشجَعُ، وبالرَّفعِ ضَبطْناه، وهي روايةُ الطَّرابُلسيِّ في «الموطَّأ»، ولغَيرهِ: «شُجاعاً» كأنَّه مفعولٌ ثانٍ، والأوَّلُ الكنزُ المذكورُ قبلُ، وهو أظهَرُ، ويكون «مُثِّل» بمعنى صُيِّر وجُعِلَ كَنْزُهُ بهذه الصِّفةِ، كما جاء في حديثٍ آخر: «يجيءُ كنزُ أَحدِكُم شُجَاعاً». [خ¦4659]

[1] في المشارق: (إلَّا فيها).