مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الشين مع القاف

          الشِّين مع القَاف
          2175- قوله: «حتَّى تُشَقِّحَ» [خ¦2196] فُسِّر في الحَديثِ: «تحمارُّ وتصفارُّ» [خ¦2196]، يقال: شقَّحت النَّخلَة وأشقحت إذا تغيَّر بُسرُها من الأخضَرِ إلى الاصفرارِ، وقيل: إلى الاحمرارِ، وضبَطَه أبو ذرٍّ بفتحِ القافِ، فإذا كان هذا فيجِبُ أن يكون مُشدَّدة، والتَّاء مَفتُوحة تفعَّل منه، وقد جاء في حديثٍ آخرَ بالهاء «تُشِقُّه».
          2176- قوله: «مَنْ أَعتقَ شِقْصاً له مِن عبدٍ»، كذا في رِوايَة ابنِ ماهانَ في حديثِ ابنِ مُعاذٍ، ولغَيرِه: «شَقِيص» في كتاب مُسلمٍ، ورِوايَة الكافَّة في البُخاريِّ [خ¦2504] في«كتاب الشَّركةِ» في حَديثِ أبي النُّعمانِ، وللجرجاني هنا: «شِركاً».
          ورِوايَة جماعَتِهم في البُخاريِّ: في حديثِ بِشْر بنِ محمَّدٍ: في «كتابِ الشَّركةِ» وفي «العِتْق» لجُمهورِهم: «شَقِيصاً» [خ¦2492]، وكذلك لرُواةِ مُسلمٍ في غيرِ حديثِ ابنِ مُعاذٍ، وكِلاهُما صحيحٌ، والشِّقصُ والشَّقيصُ، مثل النِّصف والنَّصيف، قال في «الجمهرة»: الشَّقيصُ القليلُ من كلِّ شيءٍ.
          قوله: «كواه بِمِشْقَصٍ» هو نصل السَّهم الطَّويل غير العريضِ، وقال ابنُ دُريدٍ: هو الطَّويلُ العريضُ، وجمعُه مَشاقِص، وقال الدَّاوديُّ: هو السِّكِّين، وهو تفسِيرٌ على المعنَى، وفي رواية الطَّبريِّ: «بمِشقَاص».
          2177- قوله: «شَقَّ بصرُه»؛ أي: شَخَصَ، وقوله: «ومَن يُشَاقِّ يَشْقُقِ الله علَيه» [خ¦7152] يحتَمِل أن يريد به الخلاف، ويحتَمِل أن يريد أنَّه يحمل على النَّاسِ ما يشقُّ علَيهِم.
          قوله صلعم: «لولَا أنْ أشُقَّ على أُمَّتِي» [خ¦887]؛ أي: أُثْقِل عليهم، ومنه: «لَقَد شَقَّ عليَّ»؛ أي: ثَقُلَ عليَّ وعظُم، وشقَقتُ عليه إذا أدخَلتَ عليه مَشقَّة، ومنه: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ} [القصص:27 / والمَصدَر شَقَّاً بالفتحِ، وبالكَسرِ الجهدُ، ومنه: {إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ} [النحل:7]، ومنه: «غَيرَ مَشقُوقٍ عَليهِ» [خ¦2492]؛ أي: غير مجهودٍ وملزم ما يشُقُّ عليه.
          وقوله: «جِئنَاكَ مِن شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ» [خ¦87]؛ أي: من مَسيرٍ بَعيدٍ فيه مَشقَّة.
          وقوله في القَمرِ: «كأنَّه شِقُّ جَفْنَةٍ»؛ أي: جانب جَفنةٍ أو نصفُ جفنةٍ، وشقُّ كلِّ شيءٍ نِصفُه، وشِقُّه أيضاً جانِبه، ومنه: «فَتَنَحَّى لِشِقِّ وَجهِهِ» [خ¦5271]، و«جُحِشَ شِقُّهُ الأَيمَنُ» [خ¦689]، و«شَقَّ عَصا المُسلِمِينَ» فرَّق جماعتهم، وتقدَّم في العين.
          2178- قوله: «حتَّى تُشْقِهَ»؛ أي: تشقِّحَ، وضبَطْناه على أبي بَحرٍ: «تُشقِّه»، وقد تقدَّم أنَّه يقال: شقَّح وأشقَح، وكذلك: أشقه(1)، وقيل: الهاء بدل من الحاء، كما قيل: أجلَح وأجلَه، ومدَح ومدَه، فالأصلُ الحاء.
          2179- قوله: «شَقِيٌّ أَو سَعِيد» [خ¦318] الشَّقاء والشَّقاوة والشِّقوة والشَّقوة ضِدُّ السَّعادةِ، وأصلُه الخَيبةُ، يقال: لكلِّ مَن يسعَى في أمرٍ فلا يدركه شقِي به، وضِدُّه سعِد به.
          وقوله: «أَعوذُ بِكَ مِن دَرَكِ الشَّقَاءِ» [خ¦6616] يحتَمِل أن يريد في العاقِبَة عند الموتِ، ويحتَمِل في أمورِ الدُّنيا والآخِرَة، أو العُقوبة في الآخِرَة، وقيل: من الجهدِ وقِلَّة المَعيشةِ في الدُّنيا.


[1] في (ن): (أشتقه).