مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الشين مع الميم

          الشِّين مع الميمِ
          2149- قوله: «ومِن شَمَاتةِ الأَعدَاءِ» قيل: هو فرحُ العدوِّ / ببلِيَّة عدوِّه، وقال المُبرّدُ: هو تقلُّبُ قلب الحاسدِ في حالَاتِه بين الحزن والفرحِ.
          وقوله: «تَشمِيت العَاطِسِ» هو الدُّعاء له، وأصلُ التَّشميتِ الدُّعاءُ، يقال: بالشِّين والسِّين وقد تقدَّم.
          2150- قوله: «وإِنَّهما لمشَمِّرَتَانِ» [خ¦2880]؛ أي: ترفعان إزارَيهِما بدَليلِ قَولِه: «أَرَى خَدَمَ سُوقِهمَا». [خ¦2880]
          2151- قوله: «وليسَ في أَصحَابهِ أَشْمَطُ» [خ¦3919] الشَّمطُ اختلاطُ الشَّيبِ بالشَّعرِ، قاله الخليلُ، وقال أبو حاتم: هو أن يعلُو البياضُ في الشَّعرِ السَّوادَ، وقال الأصمعيُّ: إذا رأى الرَّجلُ البياضَ في رَأسِه فهو أشمَط، وقوله: «لَو شِئتُ أعُدَّ شَمَطَاتِه» [خ¦5895]؛ أي: شَيباتِه، وهذا يصحِحُّ قول الأصمعيِّ، وقال ثابتٌ: كلُّ لونَين اختَلَطا فهو شَمِيطٌ.
          2152- قوله: «علَيهِ شَملَةٌ» هو كِساءٌ يشتَمِل به، وقيل: إنَّما الشَّملة إذا كان لها هدب، وقال ابنُ دُريدٍ: هو كِساءٌ يُؤتَزر به، وقال الخليلُ: الشِّملةُ بالكَسرِ كساء له خمل مُتفرِّق يلتحف به دون القَطِيفَة، وفي البُخاريِّ [خ¦6036] : «البُردَةُ الشَّمْلةُ»، وقيل: الشَّملةُ كلُّ ما اشتمل به الإنسان من المَلاحفِ والبرُدِ.
          «واشْتمَال الصَّمَّاءِ» [خ¦367] إدارة الثَّوب على جسَدِه لا يخرج منه يده، والاسمُ الشَّملةُ، ويقال لها: الشَّملةُ الصَّماءِ، وهو التَّلفُّع أيضاً، ونُهِي عن ذلك؛ لأنَّه إنْ أتاه ما يتوقَّاه لم يُمكِنه إخراج يده بسُرعةٍ، وقيل: بل لأنَّه إذا أخرَج يده في الصَّلاة انكشَفت عورته، فإذا كان مُؤتَزراً لم ينه عنها، وأمَّا الاشتمال على المَنكبَين الذي ذكَره في البُخاريِّ [خ¦8/4-591← الزُّهرِيُّ فهو التَّوشُّح، وليس من هذا، وقيل: الاشتِمالُ التَّخلل بالكساء ونَحوِه مع رفع أحد جانبيه على مَنكِبيه، وليس عليه غيرُه فيكشف عورته.
          وقوله: «فَهَبَّتْ رِيحُ الشَّمالِ» هي الجوفية التي تأتي من دبُر القِبلة مُقابلَة الجنُوب، ويقال فيها: شمَلٌ بغيرِ ألفٍ مَفتوحَة الميمِ، وشَمْأل وشَأمَل.
          2153- قوله: «أَذنَابُ خَيلٍ شُمسٍ» بضمِّ الشِّين هي التي لا تستَقِر إذا نُخست، وهي من النَّاس العَسِر الصَّعب الخُلق، وفي الدَّواب شُمُس، وقد شمس والشِّماس كالقِماصِ، ورجل شمُوس، ودابة شمُوس. /
          وقوله: «شَمَّس نَاساً في أداء الجزية»؛ أي: أَقامَهم في الشَّمسِ، وقد صُبَّ عَلى رُؤوسِهم الزَّيتُ يُعذِّبُهم بذلك.
          وقوله:«يُصلِّي في ثَوبٍ وَاحدٍ مُشتَمِلاً به» [خ¦356] هذا ليس باشتمال الصَّماء، وإنَّما هذا الاضطباع والتَّوشُّح، كما قال في الحديثِ الآخَرِ: «مُلتَحِفاً بهِ» [خ¦370] .