مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الشين مع الكاف

          الشِّين مع الكَاف
          2143- قوله: «فشكَرَ الله له» [خ¦173]؛ أي: أثابَه وزكَّى ثوابه وضاعَفَه، وقيل: قَبِل عمَله، وقيل: أثنَى عليه بذلك وذكَر به لمَلائكَتِه.
          و«الشَّكورُ» في أسمائِه بمعنى الذي يزكو عنده القَليل من أعمال العِبادِ، فيُضاعِف لهم ثوابه، وقيل: الرَّاضي بيَسيرِ الطَّاعة، وقيل: المُجازِي للعِبَاد قبل شُكرِهم إيِّاه، فيكون الاسمُ على معنى الازْدِواج والتَّجنيسِ، وقيل: الشَّكور مُعطِي الجَزيل على العَملِ القليل، وقيل: المُثنِي على المُطيعِين، وقيل: الرَّاضي من الشُّكر باليَسيرِ المُثيبُ عليه بالجَزيلِ.
          قوله: «أفلَا أكونُ عَبداً شَكُوراً؟» [خ¦1130]؛ أي: مُثنِياً على ربِّي بنِعْمَتِه عليَّ، ومُتلَقِّياً لها بالازْدِيادِ من طاعَتِه، والشُّكرُ الثَّناءُ على صُنعٍ يُؤتَى للعَبدِ، والحمدُ الثَّناءُ وإن لم يكن عارفة ولا مُوجِب للمُكافآت على ذلك، قال الأخفشُ: الشُّكرُ باللِّسانِ للعَارِفَة يُؤتَاها، وقال غيرُه: الشُّكرُ مَعرِفَة الإحْسانِ والتَّحدُّث به، وقيل: الشُّكرُ بالقَلبِ؛ وهو التَّسليمُ، قال الله تعالى: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ} [النحل:53]، وباللِّسانِ؛ وهو الاعترافُ، قال الله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:11]، وبالعَملِ؛ وهو الدَّوامُ على الطَّاعةِ، قال الله تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} [سبأ:13]، وقال النَّبيُّ صلعم حين عُوتِب على الاجْتِهادِ في العَملِ: «أفَلَا أكُونُ عَبداً شَكُوراً؟»، والشُّكورُ بضَمِّ الشِّين مَصدَر، ويكون أيضاً جمعُ شكر، وقيل: الشُّكرُ والحمدُ سواء، وقيل: الحمدُ أعمُّ؛ لأنَّ مُتعلِّقه الصِّفات والأفعال جميعاً، ومُتعلِّق الشُّكر الفِعل وحْدَه.
          2144- قوله: «فَشُكَّتْ عَليهَا ثِيابُهَا»؛ أي: جمَعَت أطرافَها لكَيلَا تتكشَّف عند توقيها الحِجارَة، وزرَّت بشوكةٍ، وأصلُ الشَّكِّ الضَّمُّ، شكَكْته بالرُّمح والخلال ونحوه إذا نظَّمتَه.
          قوله: «شَاكِي السِّلَاحِ» جامعٌ لها، يقال: شاكٍ وشائك إذا / جمَع عليه سِلاحَه، والشِّكَّة السِّلاحُ، وسِلاحٌ شاكٌّ بالضَّمِّ، وفي «المصنف»: الشَّاكُّ اللَّابِسُ السِّلاحِ التَّامُ الأداةِ، والشَّاكِي والشَّائكُ ذو الشَّوكةِ والحَدِّ في سلاحِه.
          و«نَحنُ أحقُّ بالشَّكِّ مِن إبراهِيمَ» [خ¦4537]؛ أي: أنَّه لم يشكَّ، ونحن كذلك، فهو نفيٌ للشَّكِّ لا إثباتٌ له، وقيل: ذلك على سبيلِ التَّواضُع والتَّقديمِ لأبيه إبراهيمَ ◙؛ أي: إنَّ إبراهيمَ لم يشُكَّ، ولو شكَّ لكُنتُ أنا أحقُّ بالشَّكِّ منه، كأنَّه قال: أنا لا أشُكُّ فكيف إبراهيم، وقيل: قال ذلك جواباً لقَومٍ قالوا شكَّ إبراهيمُ ولم يشُكَّ نبيُّنا فقال هذا.
          2145- وفي صِفَتِه: «أَشكلُ العَينَينِ» هي حمرة في بيَاضِها تُسمَّى الشَّكلة والسُّحرَة أيضاً.
          وقوله: «كَرِهَ الشِّكَالَ في الخَيلِ» جاء في تَفسِيرِه: «أن يكُونَ في رِجْلِه اليُمنَى ويَدِه اليُسرَى بياضٌ، أو في يَدِه اليُمنَى ورِجْله اليُسرَى»، وقال أبو عُبيدٍ: هو أن يكون ثلاث قوائم منه مُطلقَة، وواحدة محجَّل، أو بعكس هذا، قال: ولا يكون الشِّكالُ إلَّا في الرِّجلِ دون اليد، تكون هي مُطلقة أو مُحجَّلة، أخذ من الشِّكال؛ لأنَّه كذلك يكون.
          وقوله في تَفسيرِ العَرِبَة: «الشَّكِلَة» [خ¦65-7171] بفتح الشِّين وكسر الكاف، هي الغَزِلة، والشِّكلة بالكَسرِ الدَّلُّ، يقال: إنَّها الحسنة الشَّكلِ؛ أي: الدَّل، وذاتُ دَلٍّ، وذاتُ شَكلٍ، والشَّكلُ بالفَتحِ المِثْلُ، وأيضاً المَذهَب، وأيضاً النَّحو، وكذلك الشَّاكِلَة.
          2146- قوله: «وهُو شَاكٍ» [خ¦688]؛ أي: مريض، و«اشتَكَى سَعدٌ شَكوَى» [خ¦1304] مَقصُور، و«نَظَر في المِرآةِ لِشَكوٍ كان به»، و«لِشكوًى كانَت فيه»، و«في شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فيه» [خ¦3625]، وعند الأصِيليِّ: «في شكوه»، ولغَيرِه: «شكوته»، والشَّكوُ المرضُ، يقال منه: شكَا يشكُو، واشتَكَى شِكايَة، وشكاوَةً وشَكوَى وشكوًى، قال أبو عليٍّ: التَّنوينُ ردِيءٌ جدَّاً، وقال ابنُ دُريدٍ: الشَّكوُ مَصدَر شَكَوتُه.
          وقوله: «تُكثِرنَ الشَّكَاةَ»، و«شَكَتْ ما تَلقَى مِن الرَّحَى» [خ¦3705] هو من التَّشكِّي بالقَولِ، وهي الشَّكوَى، يقال: منه شكَى واشتَكَى. /
          قوله: «شَكَونَا إلى رَسُولِ الله صلعم حرَّ الرَّمضَاءِ، فَلم يُشْكِنَا»؛ أي: حرَّها في أقدَامِهم لبُعدِهم عن المَسجدِ ليعذِّرهم بذلك في التَّخلُّف عن صلاةِ الجماعةِ أو يؤخِّرُونها إلى آخر النَّهار، فلم يُشْكِهم؛ أي: فلم يجبهُم إلى ذلك، وقيل: لم يحوجنا إلى الشَّكوَى بعد رَفعِه الحرجَ عنَّا، يقال: أشكَيت فُلاناً ألجأته إلى الشِّكاية، وأشكَيتُه أيضاً نزَعْت عن إشْكَائهِ.
          وقوله: «تلكَ شَكاةٌ ظَاهرٌ عنكَ عَارُهَا» [خ¦5388] الشَّكاةُ الذَّمُّ والعيبُ، ونحَى ابنُ دُريدٍ إلى أنَّه من التَّشكِّي، وأوَّل البيتِ يدُلُّ عليه، و«ظاهرٌ عنك» زائلٌ.
          وعند الأصيليِّ في «باب الحَريرِ في الحَربِ»: «شَكيا إلى رَسولِ الله صلعم» بالياء.