مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الشين و العين

          الشِّين و العَين
          2161- «جَلسَ بين شُعبِها الأَربعِ» [خ¦291]؛ أي: بين يدَيها ورِجلَيها، وقيل بين رِجلَيها وشُفْريها، والشَّعبُ النَّواحي، وفي حديث زُهيرٍ وأبي غسَّان في كتابِ مُسلمٍ: «بين أَشعُبِها».
          وقوله: «حتَّى إذا كان في الشِّعبِ» [خ¦139] هو ما انفرَج بين الجبلَين، ومنه: «يتَّبع بها شُعَبَ بها الجبالِ» على هذا الرِّواية، وهي فجوجها أيضاً، ومنه: «في شِعبٍ منَ الشِّعابِ يَعبدُ ربَّهُ» [خ¦6494]، «ولو سَلَكتِ الأنصارُ وَادِياً أو شِعباً» [خ¦3778] قال يعقوبُ: الشِّعبُ الطَّريقُ في الجبَلِ.
          «والإيمانُ بِضعٌ وسَبعونَ شُعبةً»؛ أي: فرقةً وخَصلَة.
          وأما الشَّعبُ فأحدُ الشُّعوبِ، قال تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ} [الحجرات:13]، قال يعقوبُ: الشَّعبُ القَبيلةُ العظيمةُ، قال ابنُ دُريدٍ: هو الحيُّ العظيمُ نحو حِمير وقُضاعَة وجُرْهُم، قال صاحبُ «العين»: والقَبِيلةُ دونه، وهذا قولُ ابنِ الكَلبيِّ، وقال الزُّبيرُ: القبائلُ ثمَّ الشُّعوبُ، قال غيرُه: هو الحيُّ العظيمُ، يتشعب من القَبيلةِ، وقد تقدَّم في الباء والطاء.
          وقوله: «اّْتخذَ مَكانَ الشَّعبِ سِلسِلَةً» [خ¦3109] هذا بالفَتحِ، هو الصُّدعُ في الشَّيءِ، يقال: شعبت الشَّيء شعباً لَأَمْتُه، وأيضاً فرَّقته، قال الهرويُّ: وهو من الأضدادِ، قال ابنُ دُريدٍ: ليس من الأضدادِ، إنَّما هما لُغتَان لقَومٍ.
          2162- قوله: «رُبَّ أَشعَثَ»، و«تَمتَشِط الشَّعِثةُ» [خ¦5079] يقال: رجلٌ شَعِثٌ، وشعرٌ شعِثٌ، وأشعَث فيهما، وامرَأة شَعِثة وشَعْثاء، وكله: تلبُّد الشَّعر المُغبر(1).
          وقوله: «رحمةً تُلمُّ بها شَعثِي»؛ أي: تجمَع بها متفرِّق أمري.
          2163- قوله: «أَشعِرنَها إِيَّاهُ» [خ¦1253]؛ أي: اجعَلْنه ممَّا يلي شعر جَسدِها، و«الشِّعَار» [خ¦4330] ممَّا يلي الجسد لأنَّه يلي الشَّعر، و«الدِّثَار» [خ¦4330] ما فوق الشِّعار، وفسَّر في الحديثِ: «الفُفْنَها فيه» [خ¦1261]، وقال ابن وَهبٍ: اجعَلْن لها منه شِبه المِئزَر.
          و«الشَّعَائِر» [خ¦1643]
          واحدُتها شعِيرة، ويقال: شِعارَة، وهي أمُورُه ومناسِكُه، ومعناه: عَلامَاته، وقيل: الشَّعائرُ الذَّبائحُ، قال الزَّجاج: الشَّعائرُ كلُّ ما كان من مَوقفٍ ومَسعًى وذبحٍ، / من قولهم: شَعرتُ به؛ أي: علمت، قال الأزهريُّ: الشَّعائرُ المَعالِمُ.
          «وإِشعَارُ البُدْنِ» [خ¦25/108-2665] تعلِيمُها بعَلامَة، بشقِّ جِلْد سنامها عرضاً من الجانب الأيمن فيدمي جنبها، فيُعلَم أنها هدي، هذا عند الحجازيِّين، وأما العراقِيُّون فالإشعارُ عندَهم هو تَقلِيدُها بقِلَادةٍ.
          قوله: «لمْ أَشعرْ» [خ¦83]؛ أي: لم أعلَم، {وَمَا يُشْعِرُكُمْ}[الأنعام:109] يعلمكم.
          ومنه: «لَيتَ شِعرِي» [خ¦1889]؛ أي: ليتَنِي أعلَم، أو ليت عِلْمي هل يكون كذا، قال ثابتٌ: أصلُه الهاء، يقال: ما شعَرت شِعْرة، ثمَّ حذَفوا الهاء من ليت شِعْرِي، قاله من يُوثَق بمَعرِفَته، وأنكَر أبو زَيدٍ: شِعْرةً، وقالوا فيه: شِعْراً وشَعْراً.
          وقوله: «فشق مِن قَصِّهِ إلى شِعرَتهِ» [خ¦3887] وهي: شَعرُ العانَة، والجميعُ شِعَر بالكَسرِ، ويقال: شِعْراء أيضاً.
          2164- و«اشتعالُ القتال» [خ¦12/4-1498] هو إيقادُها(2)، ومنه: «حتَّى إذَا اشْتَعلتْ وشبَّ ضِرامُهَا» [خ¦92/17-10531] يعني: الحربُ؛ أي: عظُم أمرُها واحتدَّ، شبَّهها باشتِعالِ النَّار، وهو التِهَابُها.
          وقوله: «يتبعني بِشعلَةٍ مِن نارٍ» والشِّعلةُ ما اتُّخِذَتْ فيه النَّار والتُهِبت فيه شيءٌ، وأشعَلْتُها ألهَبتُها.
          2165- قوله: «فَجاءَ رَجلٌ مُشْعَانُّ الرَّأسِ» بضمِّ الميمِ وسُكونِ الشِّين، وتشديد النُّون؛ أي: مُنتَفِشه، يقال: رجلٌ مُشعَان ثائرُ الرَّأس مُتفرِّقه، وكذلك شعرٌ مُشعَان، هذا المَعروفُ، وقال المُستَملي: هو الطَّويلُ جدَّاً، البعيدُ العَهدِ بالدُّهن الشَّعِث.
          2166- قولُ البُخاريِّ في التَّفسيرِ: «وأمَّا شَعفَهَا منَ المشْعُوفِ» [خ¦65-6805] العربُ تقول: فلان مَشعُوف بفلانةَ؛ أي: برَّح به حبُّها، ومنه: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} [يوسف:30]، وسيأتي بعدُ في الشِّين والغين.
          قوله: «يَتبَعُ بِها شَعَفَ الجِبَالِ» [خ¦18] رؤُوسُها وأطرَافُها.


[1] في (س): (المغيّر).
[2] في (س) وهامش (ن): (انحدادها).