مطالع الأنوار على صحاح الآثار

القاف مع الصاد

          القَاف مع الصَّاد
          1917- قوله: «بِبَيتٍ مِنْ قَصَبٍ» [خ¦1792] في حَديثِ ابنِ وَهبٍ: «قلتُ يا رسول الله؛ وما بيتٌ من قَصبٍ؟ قال: بيتٌ من لُؤلُؤةٍ مُجوَّفة»، ويُروَى: «مجوَّبة»، ويُروَى: «مُجبَّأة»، وكلُّه بمعنًى، قالوا: هو اللُّؤلُؤ المجوَّف الواسع كالقَصرِ المنيفِ، وقال الخليلُ: القصبُ ما كان من الجَوهرِ مُستَطيلاً، ويُؤيِّد تَفسِيرهم قولُه: «قِبابُ اللُّؤلُؤ» [خ¦4964]، وفي رِوايَةٍ: «قصرٌ من دُرَّةٍ مُجوَّفةٍ». [خ¦3243]
          وقوله: «يجرُّ قُصْبَه في النَّار» [خ¦3521] هي الأمعاءُ.
          و«غُلامٌ قصَّاب» [خ¦2081] جزَّار، قصَّب الشَّاة قَطعَها أعضاءً.
          و«الثَّوبُ القَصَبيِّ» نوعٌ من الثِّيابِ من كَتَّانٍ ناعِمَة.
          1918- قوله: «كان أبيضَ مُقَصَّداً» هو القَصدُ من الرِّجال، قيل: في القدِّ نحو الرَّبْعةِ، وقيل: جسمٌ بين جِسمَين، وقيل: المُتناسِب / الأعضاء في الحُسنِ، وروَاه ابنُ مَعينٍ: «مُعَضَّداً»؛ أي: موثَّق الخَلقِ، والمَعروفُ الأولُ.
          وقوله: «المخَالِفُ للقَصْدِ» [خ¦34/36-3284]؛ أي: الاعتدال والاستقامة.
          وقوله: «كانت خُطبَته قَصْداً، وصلاتُه قَصْداً»؛ أي: ليست طويلَة ولا قصيرَةً.
          1919- قوله: «أَقُصِرَت الصَّلاةُ أم نَسِيت؟» [خ¦714] بضمِّ القاف، معناه: نقصت، ومنه القصرُ في الصَّلاةِ ضِدُّ الإتمامِ، قال القاضي: ويُروَى: «أَقَصُرت الصَّلاة».
          قوله: «اقْتصَروا عن قَواعِدِ إبراهيمَ» [خ¦1583]، و«اسْتَقْصَرتْ» [خ¦1585]؛ أي: نَقَصُوا منها وحبَسُوه عن البناءِ، وقنَعُوا بما بنَوه، يقال: قصَّر من الشَّيء؛ أي: نقَّص منه، وقَصَر واقتصر كفَّ، وقيل: أقصَر عنه إذا ترَكَه عن قُدرَة، وقصُر عنه ضَعُف، وكلُّ شيءٍ حبَسْتَه فقد قصَرْته، ويقال: اقتَصِرْ على هذا؛ أي: لا تطلُب سِواه، واقنَعْ به، ومنه: «ثمَّ قُصِرَت الدَّعوةُ على بني الحارثِ ابنِ الخزرَج»؛ أي: خُصَّت بهم.
          وقَصْرُك وقُصارُك وقَصارُك من كذا ما اقتصَرت عليه؛ أي: غايتُك.
          وفيه: «قَصَّرَت بِهم النَّفَقَةُ» [خ¦1584]؛ أي: نقَصَتهم، و«التَّقصيرُ» [خ¦1727] في الحجِّ قطعُ أطراف الشَّعرِ دون استئصال ولا حلقٍ، من القصر الَّذي هو ضِدُّ الطُّولِ.
          ومنه: «فاقصُر الخُطبةَ» [خ¦1660]؛ أي: قصِّرها.
          قوله: «إذا هلَك قَيصرُ فلا قَيصرَ بَعدَه» [خ¦3120] قيل: بالشَّام، وقيل: تجتَمِع عليه كلِمَتهم، وكذا كسرَى حتَّى يضمحلَّ أمر قَيصر كما اضمحلَّ أمرُ كسرَى.
          و«القِصْرِيُّ» يأتي ذِكرُه.
          و«سُورةُ النِّساءِ القُصْرى» [خ¦4532]؛ أي: القصِيرةُ، يعني: سورةَ الطَّلاقِ.
          1920- قوله: «فما لبِث أنْ قصَم الله عنُقهُ»؛ أي: أهلَكَه، ومنه: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ} [الأنبياء:11]؛ أي: أهلَكْناها، وأصلُه الكسرُ بإبانةٍ.
          وقولها: «فقَصَمْتُه» [خ¦890] يعني السِّواك؛ أي: شقَقتُه بأسناني، هكذا في «بابِ مَن تسوَّك بسِواك غَيرِه»، وفي كتاب التَّميميِّ: «فقَضِمْتُه» [خ¦4450]؛ أي: قطَعت رأسَه، والقَضْم العَضُّ، وفي البُخاريِّ: في الوَفاةِ مِثلُه [خ¦4438] للقابِسيِّ وابنِ السَّكن، وكذلك اختُلِف فيه عند أبي ذرٍّ.
          وقوله في الأرْزَةِ: «حتَّى يَقْصِمَها الله» [خ¦5644]؛ أي: يهلِكَها ويكسِرَها.
          1921- و«القَصَّة البَيضَاء» [خ¦6/19-537] كِنايَةٌ عن النَّقاءِ، / وهو ماءٌ أبيَضُ يرخيه الرَّحمُ آخر الحيض عند انقطاعه(1) كالخيط الأبيض، وقال الحربيُّ: القَصَّة القِطعة من القُطنِ؛ لأنَّها بيضاء، يقول تخرج بيضاء غير مُغيَّرة، ويدلُّ عليه قولُه في الحديثِ الآخر: «حتَّى ترين القَصَّة بيضاءَ»، وقيل: هو خرُوج ما تحتشي به أبيضُ كالقَصَّة، وهي الجِيرُ، ومنه: «النَّهي عن تَقْصِيص القُبُور»؛ أي: بنائِها بالقَصَّةِ، ومنه: «وبناها بالحِجَارةِ المنْقوشَةِ والقَصَّة» [خ¦446]، وقد فسَّر مالكٌ القصَّة البيضاء بقوله: يريدُ بذلك الطُّهرَ.
          قوله: «وتناوَل قُصَّةً مِن شَعرٍ» [خ¦3468] هو ما أقبَل على الجبَهةِ من شَعر الرَّأسِ، سُمِّي بذلك؛ لأنَّه يُقصُّ، وقال ابنُ دُريدٍ: كلُّ خَصلَةٍ من الشَّعرِ قُصَّة.
          وقوله: «فَشَقَّ مِنْ قَصِّه إلى كذا» [خ¦3887] هو وسطُ صَدرِه، وهو القَصَص أيضاً، وهو المُشاشُ المَغرُوزة فيه أطراف الأضلاع في وسطِ الصَّدرِ.
          وقوله: «قَصَّ الله بها خَطَايَاه»؛ أي: نقَّص وأخَذ.
          ومنه: «القِصاصُ» [خ¦41] وهو الأخذ؛ لأنَّه يأخذ منه حقَّه، وقيل: هو من القَطعِ؛ لأنَّ أصلَه في الجَرحِ يُقطعُ كما قطَع جارِحه.
          وقوله: «وأثبَت له اقتِصَاصاً» [خ¦2661]؛ أي: تتبُّعاً؛ قصَصت الأثر تتبعته، أو أوْعَب له وأحْفَظ.
          وقوله: «يقتصُّ»، و«قصَّها عليه» [خ¦1121] كلُّه من إيراد الحديثِ، وتتبَّعه شيئاً بعد شيءٍ، وقصَصْت أثرَه واقتَصَصته، و{لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} [القصص:11]؛ أي: اتَّبعِي أثرَه، والقَصَصُ: الخبرُ المَقصُوص كالنَّقضِ والقَبضِ، وقوله: «إنَّما أنت قاصٌّ»؛ أي: صاحبُ خبَرٍ تقصُّه لا فَقِيه.
          1922- قوله: «فَتتقَصَّفُ عليه النِّساء». [خ¦2297]
          وفي رِوايَة القابِسيِّ: «تنقصف»؛ أي: يزدَحِمن، ومنه: «فإذا بالنَّاس مُنقَصِفُون على رجُلٍ».
          قوله: «لما يُهِمُّني من انْقِصَافِهِم على بابِ الجنَّة»؛ أي: ازدحامهم ودفعتهم، وكلُّه بمعنى الازدحامِ.
          1923- قوله في دمِ الحَيضِ: «فقَصعَتْهُ بظُفرِي» [خ¦312]؛ أي: فرَكتْه وقطَعتْه، ومنه: قصَعتَ القَملَة إذا قتَلتَها، والقَصعُ فضخُ الشَّيءِ بين الظُّفرَين، و«القَصعَة» [خ¦2092] الصَّحفةُ.


[1] في (ن): (عند ارتفاعه).