مطالع الأنوار على صحاح الآثار

القاف مع الدال

          القَاف مع الدِّال
          1861- قولُه في حَديث جابرٍ ☺: «اّْقْدَحِي» [خ¦4102]؛ أي: اغْرِفي، والمِقْدَحةُ: المِغرَفةُ.
          قولُه: «ينظُر في القِدْح» [خ¦5058] هو عودُ السَّهمِ إذا قَوِيَ فاستَوَى قبلَ أنْ يُنَصَّلَ ويُراشَ، فإذا رُكِّبَ فيه الرِّيشُ والنَّصلُ فهو سهمٌ، وقيل: القِدحُ عودُ السَّهمِ نفسُه.
          وقولُه: «استوى بطني فصارَ كالقِدح» [خ¦5375]؛ أي: امتَلَأ فاعتَدَل، ومثلُه قولُه في صفُوفِ الصَّلاةِ واستِوائِها.
          قوله: «فأُتيَ بقَدَح» [خ¦200] هو الآنيةُ المعروفةُ؛ وهي قَدْرُ ما يَروي رَجُلَين أو ثلاثة.
          وقولُه صلعم: «لا تجعلُوني كقَدَح الرَّاكبِ»؛ أي: في آخِر الدُّعاءِ فتُصلُّوا عليَّ بعد فراغِكم من الدُّعاء لأنفُسِكم، كالمُسافرِ يُعلِّق قدَحَه آخِرَ ما يُعلِّقُ، وفي آخِر رَحلِه.
          1862- قولُه: «لمَوضِع قِدِّه في الجنَّة» كذا جاء في «كتاب الرَّقائقِ» من البُخاريِّ [خ¦2796] بكسرِ القاف، وهو السَّوطُ؛ أي: مِقدارُ سَوطِه؛ لأنَّه يُقدُّ؛ أي: يُقطعُ طُولاً، وقيل: مَوضِع قِدِّه؛ أي: شِراكِه.
          قولُه: «فقدَّ جوفَه»؛ أي: شقَّه طُولاً، والقَدُّ الشَّقُ بالطُّول.
          و«قَدِيد» [خ¦2092] بتَخفيفِ الدَّال هو لحمٌ يُقطَع طُولاً، ويُيبَّس ويُدَّخر.
          قولُه: «فتقول: قَد قَد» [خ¦7384]؛ أي: كفَى كفَى، مثلُ: «قَط قَط» يُقالُ: بسُكون الدَّالِ وكَسرِها.
          1863- قولُه: «لئن قدَر الله عليَّ» [خ¦3481] بالتَّخفيفِ روَيناه عن الجُمهورِ، وروَاه بعضُهم: «قَدَّر» بالتَّشديدِ، واختُلف في تَأويلِه فقيل: كان رجلاً مُؤمِناً بالله، لكنَّه جهِل صفةً من صفَاتِه، واختُلف هل هو بجهلِها كافرٌ أم لا؟ وقيل: «قدَر» بمعنى: «قدَّر»، يقال: قَدَرَ وقَدَّرَ بمعنى: ضيَّقَ، من قولِه: {وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [الطلاق:7]، وهذانِ التَّأويلانِ قِيلا في قَولِه تعالى: {فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء:87]، إلَّا أنَّه لا يجوز أنْ يُتَأوَّلَ في / يونُس أنْ يجهَل صفةً من صفاتِه تعالى، وقد قِيل: إنَّ قولَه: «لئن قَدَر الله عليَّ» قالَه في حالِ خَوفٍ ودَهشٍ وشدَّةِ ذُعرٍ، فلم يَضبِط قولَه، ولم يقْدُرْه قَدرَه، وقيل: هذا من مجازِ كلامِ العَربِ المسمَّى بتَجاهلِ العارف، ومزجِ الشَّكِّ باليَقينِ، كقولِه تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى} [سبأ:24]، وقولِه(1) :
................                     ...... آأنتِ أَم أُمُّ سالمِ
          قولُه: «فاقْدروا له»(2) [خ¦1900] بالوَصلِ وكسر الدَّالِ وضمِّها؛ أي: قَدِّروا له عددَ ثلاثينَ حتَّى تُكمِلُوها، يُبَّينُه قولُه: «فأكْملُوا العِدَّةَ ثلاثينَ» [خ¦1907]، هذا قولُ الجمهورِ، وذهَب ابنُ سُريجٍ الشَّافعيُّ إلى أنَّ هذا خطابٌ لمن خُصَّ بهذا العِلمِ من حسابِ القَمر والنُّجومِ؛ أي: يحتمل على حسابِها، وإكمالُ العِدَّة خطابٌ لعامَّةِ النَّاس الذين لا يعرِفُونَه، ولم يُوافِقْه النَّاسُ على هذا.
          وقولُ عائشةَ ♦: «فاقدُروا قَدْرَ الجارِيةِ الحديثةِ السِّنِّ» [خ¦5190]؛ أي: قدِّروا طولَ مُقامِها للنَّظر لذلك، يُقال: قَدَرْتُ الأمرَ أَقدُرُه وأَقْدِرُه إذا نظَرتَ فيه وتدبَّرتَه.
          قولُه: «واقْدرْ لي الخيرَ حيثُ... رأيتَه» [خ¦1162] بالكسرِ ضبَطَه الأصيليُّ، وبالوَجهَينِ ضبَطَه غيرُه.
          و«كلأَ بلالٌ ما قُدِّر له» بالتَّخفيفِ والتَّثقِيل؛ أي: ما قدَّره الله له من المقدَارِ والمدَّةِ.
          وقولُه: «إذا كان ليلةُ القَدْرِ» قيل: سُمِّيت بذلك لعِظَمِ شأنِها وفَضلِها؛ أي: ذاتُ القدرِ العَظيمِ، كما قال تعالى: {خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر:3]، و{سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر:5]، وقيل: لأنَّ الأشياءَ تُقدَّر فيها، كما قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان:4]، و{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم} [القدر:4].
          وقولُه: «أستَقدِرُك بقُدْرَتِك» [خ¦1162]؛ أي: أطلَبُ منك أنْ تجعَل لي قُدرةً بقُدرتِك.
          وفي قِصَّةِ أسْرِ العبَّاسِ: «فوجَدَ قمِيصَ عبدِ الله بن أُبيٍّ يَقدُر عليه» [خ¦3008] بفتحِ الياء وضمِّ الدَّال، وبضمِّ الياء أيضاً وفتحِ القاف والدَّال أيضاً، وبالوَجهَينِ ضبطَها الأصيليُّ؛ أي: على قَدرِه.
          قولُه في مرضِ النَّبيِّ صلعم: «فلم نَقْدِر عليه حتَّى ماتَ»، كذا بالنُّونِ المفتوحة [للأصيلي](3)، ولغيرِه: «يُقدَر عليه» / [خ¦681] على ما لم يُسمَّ فاعلُه، ومعناه: يُقدَر على رُؤيتِه ولم يَخرُج حتَّى مات.
          قولُه: «وكان معهم الهدْيُ فلم يَقدِروا على العُمرةِ» [خ¦1560]؛ أي: لم تُبح لهم، ولم يُمكِنْهم فعلُها.
          قولُه: «كان يَتقدَّرُ في مرضِه: أين أنا اليوم؟» [خ¦1389](4)؛ أي: يُقدِّر أيَّامَ أزْواجِه.
          قولُه في فَضائلِ أبي طَلحَةَ: «وكان رجلاً رامياً شديدَ القِدِّ _ بكسر القافِ_ يَكسِر _بفتحِ الياء_ يومئذٍ قَوسينِ أو ثلاثةً» [خ¦3811] كأنَّه يشير إلى شِدَّةِ وتَر القَوسِ، ورواه الكافَّةُ: «رامياً شديدَ القدِّ تكسَّر يومئذٍ قوسَينِ أو ثلاثةً».
          1864- قولُه: «أيَّده بِرُوحِ القُدُس» [خ¦453] هو جبريلُ؛ لأنَّه رُوحٌ مُطهَّرةٌ مُقدَّسةٌ.
          و«القدُّوس(5)» من صِفاتِه: المباركُ، وقيل: الطَّاهرُ، وقيل: المنزَّهُ عن النَّقائصِ، وقيل: عن الأندادِ والأولادِ.
          و«الأرضُ المُقدَّسةُ» [خ¦1339]؛ أي: المطَهَّرةُ، وقيل: المباركةُ، وهي دمشقُ وفِلَسطينُ، وكذلك: «الْوَادِ الْمُقَدَّسِ» [خ¦60/22-5208]، و«بيتُ المُقدسِ» [خ¦241]، هو المكانُ الذي يُتطهَّر فيه من الذُّنوبِ، ومنه قولُه: «إنَّ الأرضَ لا تُقدِّسُ أحداً، إنَّما يُقَدِّسُ الإنسانَ عملُه»؛ أي: يزكِّيه ويطهِّرُه.
          1865- قولُه: «حتَّى يَضَع الجبَّارُ فيها قَدَمَه» تقدَّم في الجيمِ.
          قولُه: «إنَّ ابنَ أبي العاصِ مشى القُدَمِيَّةَ» كذا الرِّوايةُ في «الصحيحينِ» [خ¦4665](6)، ورواه بعضُ النَّاسِ: «اليَقدمــية» بفتحِ الدَّال وضمِّها، والضَّمُّ صحَّحَه لنا شيخُنا أبو الحسين، يعني أنَّه تقدَّم في الشَّرفِ والفضلِ على أصحابِه، وأصلُه التَّبختُر، قال أبو عُبيدٍ: إنَّما هو مَثَلٌ ضَرَبَه، يريد أنَّه رَكب معاليَ الأمورِ وعَمِلَ بها.
          قولُه: «مَقْدَمَه مِن المدينةِ» [خ¦3329]؛ أي: وقتَ قُدومه.
          قولُه: «بدأ بِمُقَدَّم رأسِه» [خ¦185]، وكذلك: «مُؤَخَّره»، ولغةٌ أخرى: مُقْدِمه ومُؤْخِره بكسرِ الدَّال والخاءِ، وإسكانِ الوسَط.
          وقولُه: «حيثُ رأيتمُوني أُقَدِّمُ»؛ أي: «أَتَقَدَّمُ» [خ¦1212] وقد جاء كذلك.
          وقولُه: «الذي يُحشَر الناسُ على قدمِي» [خ¦3532]، ويُروَى: «قدمَيَّ» ومعناه: حَولي، وقيل: أمامِي، وقيل: بعدِي، وقيل: على عهدِي، وقد ذكَرْناه في حَرفِ الحاء. /
          1866- قولُه: «فقَدَعَني صاحبُه» [خ¦2473]؛ أي: كَفَّني، يقال: قَدَعْتُه وأَقْدَعْتُه؛ أي: كفَفْتُه.
          1867- قولُه: «ما اقتَدَيتُ به من صَلاةِ النَّبيِّ صلعم» [خ¦770]؛ أي: اتَّبعتُ وفعلتُ مثلَ فعلِه، يقال: هذا لي قُدْوةٌ وقِدوةٌ، وقِدَةٌ مخفَّف الدَّالِ.


[1] هذا بعض بيت قاله ذو الرُّمة، وهو بتمامه كما في «ديوانه» ░189▒: أيا ظَبْيةَ الوَعْساءِ بينَ
جُلاجل
~وبينَ النَّقا آأنتِ أمْ أمُّ سالمِ
[2] في هامش (ن): (قال المطريزي: في معربه في «وقدروا» خطأ رواية، فيحمل كلام الشيخ أنَّه بالضم يعني من حيث الرواية).
[3] زيادة من «المشارق» لضرورة السياق.
[4] تقدَّم والخلاف فيه في حرف العين [ع ذ ل]، ويأتي في الاختلافِ.
[5] بضمِّ القاف وفتحها.
[6] كذا في الأصول، وفي «المشارق»: (في الصحيح).