مطالع الأنوار على صحاح الآثار

القاف مع الفاء

          القَاف مع الفَاء
          1936- قوله: «قَفَدَنِي قَفْدَةً» هو الضَّربُ بالكفِّ على الرَّأسِ، وقيل: في القَفا، وهو الصَّفعُ.
          1937- قوله: «كأنَّك مُقْفِرٌ» هو الذي لا إدام معَه، أو لم يأكل إداماً، والخبزُ: القَفارُ المَأكولُ وحدَه، والأرضُ القَفْر هي التي لا أنيس بها، ومنه: «في أرضٍ قَفرٍ» على النَّعتِ وعلى الإضافة.
          1938- قوله: «إنَّا قَافِلُونَ غداً» [خ¦4325]، و«أرَدْنَا الإِقْفالَ»، و«حين قفَل الجيش» [خ¦2661]، ويُروَى: «أقفل الجيش»، و«فلمَّا أقفلنا».
          وفي رِوايَة: «أَقبلْنا» [خ¦1872] بالباء، يقال: قفَل القومُ وأقفَلَهم غيرُهم، وقفَلَهم أيضاً، كلُّ ذلك إذا / رجَعوا، أو رجعَهُم غيرُهم، ولا يقال ذلك إلَّا في الرُّجوع لا في ابتداء السَّفرِ، وربَّما سُمِّيت الرِّفقة قافلةً تفاؤُلاً لهما بالسَّلامةِ والقُفولِ، ولا يُقال: أقفَلْنا، ويُحمَل ما رُوِي من ذلك على معنى أردنا القُفولَ، أو إِذْنَاً بالقُفولِ، أو جعَلْناهم يقفلُون، أو يكون بضَمِّ الهَمزةِ: «أُقفِلنا»؛ أي: أُمرنا بذلك، أو بفتح الهَمزة واللَّام والفاعل مُقدَّر وهو النَّبيُّ صلعم، أو يكون على معنى أقفَل بعضُنا بعضاً؛ أي: أمَرَ بعضُنا بعضاً بالقُفولِ؛ لأمر النَّبيِّ صلعم إيَّاهم بذلك، وإذنه لهم فيه.
          و كذلك: «أقفَل الجيشَ» بنَصبِ الجيش وإضمار الفاعل، أو ضمِّ الهَمزةِ، أو أمر أهلُ الجيش بعضهم بعضاً.
          قلت: وقد يكون بمعنى شرَعْنا في القُفول ودخَلْنا فيه.
          وقوله: «مَقفَلَه مِن حُنينٍ» [خ¦2821]؛ أي: مرجِعَه.
          1939- قوله: «ليت عِندَنا قَفْعَةً منه» هي مثل الزَّبيل، وقيل: هي القُفَّةُ تُصنَع من خُوصٍ ليس لها عُرىً، واسِعَةُ الأسفَلِ ضَيِّقةُ الأعلَى.
          1940- قولها: «لقَد قَفَّ شَعَرِي» [خ¦4855]؛ أي: قام من شِدَّة إنكاري واستِعْظامي لما قلت، والقُفوفُ القُشَعرِيرةُ من البَردِ وشِبْهه.
          وقوله: «على القُفِّ» [خ¦3674] هو البِناء حول البِئرِ، وقيل: حاشيةُ البئرِ، والقُفُّ أيضاً حَجَرٌ في وسَط البئرِ، وهو أيضاً شَفَتها، وهو أيضاً مصبُّها؛ أي: مصبُّ الدَّلوِ، ومنه: يمضي إلى الضَّفيرةِ، وأمَّا قوله: «في حائطٍ له بالقُفِّ»(1).
          1941- قوله: «على قَافِيةِ أَحَدِكُم» [خ¦1142]؛ أي: قفاه، ومنه: قافيةُ الشِّعرِ آخر البيتِ وخَلْفه.
          وقوله صلعم: «وأنا المُقفِّي» هو الذي ليس بعده نبيٌّ، وقيل: المتَّبع آثار من قبلَه من الأنبياء، وقد جاء في الحَديثِ مُفسَّراً: «الَّذِي لَيسَ بَعدَهُ نَبِيٌّ».
          وذكر: «القائف» [خ¦85/31-10056] هو الذي يَعرِف الأشباه(2) والآثار، ويَقفُوها؛ أي: يتَّبعها، فكأنَّه مَقلُوب من القافي؛ وهو المتَّبعُ للشَّيءِ، وقال الأصمعيُّ: يقال فيه: هو الذي يقُوفُ الأثر ويَقتافُه.
          قوله: «فلما قَفَّى الرَّجل»، و«لما قَفَّى إِبراهِيمُ» [خ¦3364]؛ أي: ولَّى قفاه مُنصَرفاً، وفي حديثِ ذي الخُويصِرَة: «فنَظَرَ إليه وهو مُقَفٍّ» [خ¦4351]، ومِثلُه: «هذَينِك الرَّاكبَينِ المُقفِّيَينِ»، وقوله: «فانْطَلقَ يَقْفُوهُ» [خ¦3861] / يقال: قفَوْته وقفَيْته، وقُفتُه أَقفُوه، وفي الصَّيد: «فنَقتَفِي أثره». [خ¦5485]
          1942- قوله: «القُفَّازَينِ» [خ¦1838] هو غشاء الأصابع مع الكفِّ، مَعرُوف، يكون من جلدٍ وغَيرِه، وقال ابنُ دُريدٍ: هو ضربٌ من الحُليِّ لليَدينِ، وقال ابنُ الأنباريِّ: لليَدينِ والرِّجلَين، والأوَّل هو المَعنِيُّ بما في هذه الكتُبِ.


[1] كذا في الأصول بدون جواب (أما)، وفي «المشارق»: (فمَوضِع نذكُره).
[2] في (س): (الأشياء).