مطالع الأنوار على صحاح الآثار

القاف والراء

          القَاف والرَّاء
          1871- «أيَّامُ أقرائِها» جمعُ: قُرْءٍ وقَرْءٍ، وهي الأطهارُ عند أهلِ الحجازِ، والحيضُ عند أهلِ العراقِ، ومن الأضدادِ عند أهلِ اللُّغةِ، وحقيقةُ القُرءِ الوقتُ عند بَعضِهم، وعند آخرين: الجمعُ، والانتقالُ من حالٍ إلى حالٍ عند آخرين، وهو أظهرُ عند التَّحقيقِ.
          وقوله: «دَعي الصَّلاةَ أيَّامَ أقْرائِكِ» يرُدُّ قولَ أهلِ العراقِ، قلتُ: كذا قال القاضي، قلتُ: بل هو حُجَّةٌ لهم، وسُمِّي القُرآنُ قرآناً؛ لجمعِه القَصصَ والأمرَ والنَّهيَ والوعدَ والوعيدَ، كذا قال، والصَّوابُ: بجمْع حروفِه وكلماتِه وسُوَرِه.
          قوله: «تقرَؤُهُ نائماً ويَقظانَ»؛ أي: تجمعُه حِفظاً على حالتَيك، يقال: ما قَرأتِ النَّاقةُ جنِيناً؛ أي: ما جمعَتْه ولا اشتَمل رحمُها عليه.
          وفي إسلامِ أبي ذرٍّ ☺: «لقد وَضعتُ قولَه على أَقْراءِ الشِّعْرِ»؛ أي: طُرقِه وأنواعِه، الواحدُ: قَرْءٌ، وقيل: قَرِيءٌ، يقال: هذا الشِّعرُ على قَرْءِ هذا؛ أي: على نَحوِه وطَريقتِه.
          قولُه: «اسْتقْرِئوا القُرآنَ من أربعةٍ» [خ¦3758]؛ أي: سَلُوهم أنْ يُقرئُوكم.
          وقولُه: «أَلَا تَدعُني أَسْتقرِئُ لك الحديثَ؟»؛ أي: أجمعُه لك تتبُّعاً شيئاً بعدَ شيءٍ.
          قوله: «وهو يقْرأُ عليكِ السَّلامَ» [خ¦3217]، وقد رُوي: «يُقرِئكِ السَّلامَ» [خ¦3768] بضمَّ الياءِ، قال أبو حاتِم يقال: اقرَأ عليـه السَّلام، وأَقْرِئْه الكِتابَ، ولا يُقال: أقْرِئه السَّلامَ إلَّا في لُغةِ سَوءٍ، إلَّا إذا كان مَكتوباً فتقول ذلك؛ / أي: اجعلْه يقرؤُه، كما يُقال: أقرِئهُ الكتابَ.
          1872- قوله: «القِرَابُ بما فيه» [خ¦2698] هو وعاءٌ يجعَل فيه راكبُ البعيرِ سيفَه مُغمَداً، فيُعلِّقُه من بعيرِه، وقد يَحمل فيه بعضَ زادِه وسَوطَه وهِراوتِه ونحوَ ذلك، وهو بكسرِ القاف، وأمَّا «القُرابُ» بالضَّمِّ فهو القُرْب، ومنه: «قُرابُ الأرْضِ خَطِيئةً»؛ أي: ما يَقرُب من مِلْئِها، قال أبو الحسينِ: ويقال هذا بالكسرِ أيضاً.
          وقوله: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا» [خ¦6464]؛ أي: اقتَصدُوا ولا تَغْلوا ولا تُقصِّروا، واّْقرُبوا من الصَّوابِ والسَّدادِ.
          قوله: «إذا اقتَربَ الزَّمانُ لم تَكَد رُؤْيا المؤمنِ تَكْذِبُ» [خ¦7017] قيل: هو اقترابُ السَّاعة، كقولِه صلعم: «وَيلٌ للعَربِ من شَرٍّ قدِ اقْتَرب» [خ¦3346]، وقيل: هو تقاربُ اللَّيلِ من النَّهار، يعني: الاعتدالَ، ويعضُد الأوَّلَ قولُه في حديثٍ آخرَ: «إذا كانَ آخِرِ الزَّمانِ لا تَكادُ رُؤيا المؤمنِ تَكْذِبُ»، وفي حديثِ أشراط السَّاعةِ: «يتَقاربُ الزَّمانُ حتَّى تكون السَّنةُ كالشَّهرِ» الحديثَ، قيل: معناهُ لِطيبِ تلك الأيَّامِ حتَّى لا تُستَطالُ بل تَقصُر، وأشار الخَطَّابيُّ إلى أنَّه على ظاهره، من قِصَرِ مُدَدها، وأمَّا حديثِ: «يتَقاربُ الزَّمانُ، وتكْثرُ الفِتنُ، وينقُصُ العِلمُ» [خ¦7121] فقيل: هو دنُوُّه من السَّاعةِ كما تقدَّم، وقيل: هو قِصَرُ الأعمارِ، وقيل: قِصَرُ اللَّيلِ والنَّهارِ بمعنى الحديثِ الأوَّلِ، وقيل: تقاربُ النَّاس في الأحوالِ وقلَّة الدِّين والعلِم، وعدمُ التَّفاضلِ في الدِّينِ والعلمِ والأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المُنكرِ، ويكون أيضاً بمعنى: يَردِي ويَسُوءُ؛ لما ذُكِر من كَثرةِ الفِتن وما يَتبعُها، ومنه قولهم: شيءٌ مُقارب _بكسر الراء_ عند ابنِ الأعرابيِّ، قال ثابتٌ: وجميعُ أهلِ اللُّغة يخالفونَه فيقولونَه بالفتحِ.
          وقوله: «فجَلسْنا في أَقْرُب السَّفينةِ» قالوا: هو جمعُ قاربٍ _بفتحِ الرَّاء وكسرِها_ على غيرِ قياسٍ، وهي صغارُها المتصرِّفةُ بالنَّاسِ للسُّفُنِ الكِبارِ، وفي «مصنف»ابن أبي شيبَةَ: «في قَوارِبِ السَّفينة» مُبيَّناً.
          وحكى لنا شيخُنا أبو يحيى عن شَيخِه القاضي الوَقشِّيِّ أنَّ معنى «أَقرُبِ السَّفينةِ» أَدانِيها، كأنَّه يعني ما قرُب إلى الأرضِ منها، وفي روايةٍ أُخرى في كتابِ مُسلمٍ: «فجلسْنا في أُخرياتِ السَّفينةِ» وهو ممَّا / يُحتَجُّ بِه.
          وفي الرِّوايةِ الأُخرَى: «فَخرَجَ بَعضُهم على لَوحٍ من ألْواحِ السَّفينةِ»، وقد يُجمَع بين هذه الرِّواياتِ فيكون المرادُ بالأقرُب هذه: الألواحَ التي خرجوا عليها، جمعُ قُرُبٍ، وهي الخاصرةُ، فتكون هذه: الألواحُ من جوانبِ السَّفينةِ وأواخِرِها التي هي كالخواصرِ لها.
          وقوله عزَّ مِن قائلٍ: «إذا تَقرَّب عَبدي منِّي شِبْراً تَقرَّبتُ إليه ذراعاً» [خ¦7536] تَقَرُّبُ العبدِ بالطَّاعةِ، وتقرُّبُ الباري سُبحانَه بالهدايةِ له وشرحِ صَدرِه لما يَقرُب به إليه، وكأنَّ المعنَى إذا قصَد ذلك وعمِله أعَنتُه عليه وسهَّلتُه له، وقد يكون بمعنى الجزاءِ؛ أي: إذا تقرَّب إليَّ بالطَّاعةِ جازيتُه بأضعافِها في الآخرةِ، وسُمِّي الثَّوابُ تقرُّباً؛ لمقابلةِ الكلامِ وتحسينِه، ولأنَّه من سببِه وأجلِه.
          وقوله: «لأُقرِّبنَّ بكم صلاةَ رسولِ الله صلعم» [خ¦797] قيل: آتِيكُم بما يُشبِهُها ويَقرُب منها، وكقولِه في الرِّوايةِ الأُخرى: «إنِّي لأقرَبُكم شَبهاً بصلاةِ رسولِ الله صلعم» [خ¦803]، وزعَم بعضُهم أنَّ صوابَه: «لأقترِيَنَّ» بمعنى: لأَتتبَّعَنَّ، وفي هذا تكلُّفٌ لا يُحتاجُ إليه.
          وقوله: «كانت صلاتُه مُتَقارِبةً» يعني: في التَّخفيفِ غيرَ مُتباينةٍ في طُولٍ ولا قِصَرٍ، كما قال: «فحزرتُ قيامَه فركوعَه، فاعتدالَه فَسَجْدَتَهُ فَجَلْسَتَهُ قريباً من السَّواءِ».
          قوله: «فرفعتُها _يعني: فرسَه_ تُقَرِّبُ بي»، و«تُقَرَّبُ بي» [خ¦3906] وهو ضربٌ من الإسراعِ، قال الأصمعيُّ: وهو التَّقريبُ أنْ ترفعَ الفرسُ يدَيها معاً وتضَعهما معاً.
          قوله: «وكان المُسلِمون إلى عليٍّ قَريباً حين راجَع الأمرَ المَعرُوفَ» [خ¦4241]؛ أي: رجَعوا إلى مُوالاتِه بعد مباعدتِهم منه لما كان منه.
          وقوله: «أرى شَيطَانك تَرككَ لم أره قَرِبكَ» كذا ضبَطناه في «الصَّحيحين» [خ¦4950] بكسرِ الرَّاء إذا عُدِّي بنَفسِه، قرِبتُه أَقرَبُه، فإن لم تُعدِّه قلت: قرُبتُ منه، وقرُب فلانٌ، بالضَّمِّ لا غيرُ، وأمَّا من القَرَبِ فقَرَب الرَّجلُ الماءَ إذا طلَبه ليلاً، فهو قارِبٌ، ولا يقال في النَّهارِ.
          قوله: «ونحن شَبَبَةٌ مُتقارِبون» [خ¦631]؛ أي: مُتقاربُون في القراءةِ أومُتقارِبون في السِّنِ، كقولِه: «ولْيَؤُمَّكُم أكبرُكم». [خ¦628]
          وقوله: «أقرَبُ ما يكون العبدُ من ربِّه وهو / ساجِدٌ»؛ أي: من رَحمةِ ربِّه ╡.
          1873- قوله: «قَرِحَت أشْدَاقُنا»؛ أي: أصابتها قُروحٌ؛ أي: جِراحةٌ، وأصلُه ألمُ الجُرحِ، ثمَّ استُعمِلت في الجِراحِ أنفُسِها، والقُرُوحُ أيضاً الخارجةُ(1) في الجسدِ وفي كلِّ ألمٍ من شيءٍ.
          و«الماءُ القَرَاحُ» الخالصُ الذي لم يُشبْ بشيءٍ من عَسلٍ ولا لَبنٍ ولا غيرِه، وقال بعضُهم: هو الباردُ، وهو خطأٌ.
          1874- قوله: «يُقرِّدُ بَعيرَهُ»؛ أي: يُزيل عنه القُرادَ، وهي دُويبةٌ معروفةٌ، ويُروَى: «يَقرِدُ»، وبالوَجهَينِ ضبَطْناه، ومثلُه: «كان يكره أنْ يَنزعَ المُحْرِمُ قُراداً أو حَلَمةً عن بَعيرِه»، والحَلَمُ: صغارُ القِردانِ أو نوعٌ منه.
          1875- قوله: «فيَقُرُّها في أُذُنِ وَليِّه قَرَّ الدَّجاجةِ» [خ¦6213]، كذا ضبَطه الأصيليُّ بفتحِ الياء وضمِّ القاف، وعند غيرِه بضمِّ الياء وكسرِ القافِ، وصوَّب بعضُهم روايةَ الأصيليِّ، وكِلاهُما صوابٌ على اختلافِ التَّفسير، فقيل: على ضمِّ القاف أنَّ معناه: يُردِّدُها كما تُردِّد الدَّجاجةُ صوتَها، وكذلك على من فسَّره أنَّه يُصوِّت بها كما تُصوِّت الدَّجاجةُ، يقال منه: قَرَّتْ الدَّجاجةُ تَقِرُّ قَرَّاً إذا قطعَت صوتَها، وقَرْقَرَت قَرْقَرَةً إذا ردَّدته أيضاً، أو كما تُصوِّت الزُّجاجة إذا حرَّكتَها على شيءٍ، أو كما يتردَّد ما يُصَبُّ في القارُورةِ في مدَاخلِها أو جوانبِها، وهذا يصحُّ على الضمِّ والكسرِ في القافِ، يُقال: قَرَرْتُ الماءَ في الآنِية وأَقرَرْتُه إذا صبَبتَه، قاله ابن القُوطيَّة، وقيل(2) : معنى «يَقِرُّها» يودِعُها في أُذنه؛أي: يجعَل أُذنه لها قَراراً، وهذا على روايةِ مَن كسرَ القافَ مِن أقرَّ الشَّيءَ، وقيل: «يَقُرُّها» بضمِّ القاف يُسارُّه بها، يقال: قَرَّ الخبرَ في أُذنه يَقُّرُه قَرَّاً إذا أودَعه إيَّاه سرَّاً.
          و«الدَّجاجةُ» و«الزُّجاجةُ» رِوايتان، وكذلك: «يَقُرُّها» و«يُقَرقِرها» كلُّها رواياتٌ في «الصَّحيحين».
          و«القارورةُ» [خ¦7561] هنا الزُّجاجةُ، كما في الحديثِ الآخرِ: «رِفْقاً بالقَواريرِ» [خ¦6149] يعني: النِّساءَ، شَبَّههُنَّ لضعفِ قلُوبهنَّ بقواريرِ الزُّجاجِ، قيل: خشيَ عليهنَّ الفِتنةَ عند سماعِ صوتِ الحادي، وقيل: بل أراد الرِّفقَ في السَّير؛ لئلَّا تُسرعَ الإبلُ بنشاطِها عند سماعِها الحُداءَ / فيَسقُطنَ عنها، ويدلُّ عليه قولُه: «لا تكسرْ القواريرَ»، وهذا اللَّفظ مُعرَّضٌ للتَّأويلِ الأوَّلِ، مستعارٌ له.
          قوله في حَديثِ الإفكِ: «كان يتحدَّث به فيُقِرُّه ولا يُنْكِرُهُ» [خ¦4141]؛ أي: يسكُت عليه ويترُك الحديثَ به، فإذا لم يُنكِره فكأنَّه أثبَته وأقرَّه، من القَرارِ والثَّباتِ، ومنه: الإقرارُ بالشَّيءِ، وهو الإثباتُ له والاعترافُ به.
          وفي روايةٍ: «فيَقرُهُ» بفتحِ الياء وتخفيفِ الرِّاءِ، كأنَّه بمعنى يُصحِّحه ويمكِّنه، وفي الحَديثِ نَفسِه: «وَقَرَ في أنفسِكم» [خ¦2661]؛ أي: تمكَّن وصحَّ وثبَت.
          ومنه: «الوَقَار» [خ¦58] وهو التَّثبُّت والسُّكون، وقوله: «فقَرَّت على كتابتها»؛ أي: بقِيت وثبتَت.
          وفي بيعِ الدِّينار بالدِّينار نَساءً: «إنَّ ابنَ عباسٍ لا يقولُه» [خ¦2179]، زاد في روايَةِ المَروزيِّ: «أو لا يُقِرُّ له» على الشَّكِّ؛ أي: لا يُقِرُّ بصحَّتِه، والأوَّلُ أصحُّ؛ لقولِه بعد هذا: «كُلُّ ذلك لا أقُولُ».
          قوله: «لا وَقُرَّةِ عَيني» [خ¦602] هذا وما تصرَّف منه يُعبَّر به عن رُؤيةِ الإنسانِ ما يُسرُّ به، وبُلوغُه إلى ما يتمنَّاه ويُوافقه، وإذا كان ذلك بقِيت عينُه باردةً قارَّةً، والقرُّ: البردُ، وإذا كان ضدَّ ذلك أبكَت الحالُ عينَه فسَخِنَت من الدُّموعِ، ومنه يقال: أسخَن الله عينَه، كذا سمِعت الأستاذَ أبا الحسنِ بنَ الأخضرِ يقولُه، وهو قولُ الأصمعيِّ، وقال غيرُه: إنَّما هو من القرارِ والثَّباتِ، يقال للإنسانِ ذلك؛ أي: بلَّغك الله أملَك فقرَّت عينُك، ولم تطمَح إلى أملٍ؛ إذ قد بلَغتَه وقرَّت من تَطلُّعِها إليه، وقيل: لأنَّ دمعةَ السُّرورِ باردةٌ، ودمعةَ الحُزنِ حارةٌ، وقولها: «لا وَقُرَّةِ عَيني» تعني النَّبيَّ صلعم أقسمَتْ به، قاله الدَّاوديُّ.
          وقوله: «وَلِّ حارَّها مَن تَولَّى قارَّها»؛ أي: بارِدَها، يريد نعيمَها وهنيئها، ومنه: «الغنيمةُ الباردةُ»؛ أي: الهيئةُ التي ليس فيها قِتالٌ.
          وقوله: «كَليلِ تِهامةَ لا حَرٌّ ولا قُرٌّ» [خ¦5189] بضمِّ القافِ، يعني: البردَ؛ أي: مُعتدلةٌ، قيل: معناه لا ذو حَرٍّ ولا ذو قُرٍّ، كما قيل: رَجلٌ عدْلٌ؛ أي: ذو عَدالةٍ، ويَحتمِل أنْ يريدَ لا حرَّ فيها / ولا قرَّ، فحَذف استخفافاً.
          ومنه: «ليلةٌ ذاتُ حرٍّ وقرٍّ _وفيه:_ فقُرِرْتُ»؛ أي: أصابني البردُ بضمِّ القافِ.
          وقوله: «فلم أتقارَّ أنْ قُمتُ»؛ أي: لم يُمكِّني قرارٌ ولا ثباتٌ حتَّى قُمتُ.
          وقوله: «أُقِرَّتِ الصَّلاَةُ بِالبِرِّ والزَّكاةِ» قيل: معناهُ قُرِنت؛ أي: إنَّها تُوجِب لصاحبِها البرَّ، وهو الصِّدقُ وجِماعُ الخيرِ، والزَّكاةُ التَّطهيرُ، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ من القَرارِ بمعنى أُثبِتَت معهما، و«الباءُ» بمعنى «مع»، وإليه كان يذهبُ أبو الحسينِ بنُ سراجٍ.
          1876- قوله: «كأنَّهم القَرَاطيسُ» جمعُ قِرطاسٍ، وهو الصَّحيفةُ، والعربُ تُسمِّي الصَّحيفةَ قِرطاساً من أيِّ نوعٍ كانت، في هذا الحديثِ دليلٌ على أنَّ القِرطاسَ لا يكون إلَّا أبيضَ؛ لتَشبِيهه إيَّاهم بعدَ خُروجِهم واغتِسالهم بها؛ لِزوالِ السَّوادِ عنهم، وكان للنَّبيِّ صلعم فرسٌ يقال له: «القِرْطاسُ» لبياضِه(3).
          وأمَّا هذه القراطيسُ الكاغدُ المُستعملَةُ اليومَ فلم تكن موجودةً، وإنَّما أُحدِثت بعدَ ذلك بمدَّةٍ على ما ذكره أصحابُ الأخبارِ.
          قوله: «ستَفْتَحون أرضاً يُذكرُ فيها القِيراطُ» يعني: مِصرَ، و«القِيراطُ» جُزءٌ من أربعةٍ وعشرين جُزءاً من الدِّينارِ، وُضعَ للتَّقريبِ للقسمةِ؛ لأنَّ الأربعةَ والعِشرين يُوجَد فيها أكثرُ الأجزاءِ من نصفٍ وثُلثٍ ورُبعٍ وسُدسٍ، فوضَعوها للتَّقريبِ لمن لا يُحسِن عمَل الفرائضِ على وجهِها وقسمتِها على أصلِها.
          وفي حديثِ الجنائزِ: «قِيراطانِ» [خ¦1325]، وفُسِّر بأنَّه: «مثلُ أُحدٍ». [خ¦47]
          وفي حديث الكلبِ: [خ¦5480] مثلُ ذلك، ورُوي: «قِيراطٌ» [خ¦3324] إشارَةٌ إلى جُزءٍ مَعلومٍ عند الله، وكذلك في حديث: «مثَلُكم ومثَلُ الأُممِ قبلَكم» [خ¦557] إشارةٌ أيضاً إلى جُزءٍ مَا وتمثيلٌ لقدرٍ مَا غيرِ معلومٍ.
          وقوله: «تُلْقي قُرْطَهَا» [خ¦5883] قال ابنُ دريدٍ: كلُّ ما عُلِّق من شحمةِ الأُذن فهو قُرْطٌ، كان من ذهبٍ أو غيرِه.
          1877- قوله: «وقَرَظٌ في ناحيةِ البيتِ» هو صمغُ السَّمُر، وبه سُمِّي سعدُ القَرَظ؛ لأنَّه كان يتَّجرُ به. و«أَدِيمٌ مقْرُوظٌ» [خ¦4351] مَدبوغٌ به، وقيل: «القَرظُ» قِشرُ شجَرٍ يُدبَغ به.
          1878- قوله: «قَرِمْنَا إلى اللَّحمِ»؛ أي: اشتَهيناه.
          وقوله: «هذا يومٌ اللَّحمُ / فيه مَقْرُومٌ»؛ أي: مقرومٌ إليه، يقال: قَرِمتُ إلى اللَّحم إذا اشتَهيتَه، وقال أبو مروانَ بنُ سراجٍ: ويقال: قرِمتُه أيضاً، أخبرنا به التَّميميُّ عن الغسَّانيِّ عنه، فعلى هذا يكون «مقرومٌ» مُشتهًى.
          قولها: «ستَرْتُهُ بقِرَامٍ» [خ¦374] هو السِّترُ، قال الهرويُّ: الرَّقيقُ، قال ابنُ دريدٍ: هو السِّترُ الرَّقيقُ وراءَ السِّترِ الغليظِ، وهذا يعضُد قولَه في الحديثِ: «قِرام سِترٍ»؛ أي: أنَّه سِترٌ لسِترٍ، وقال الخليلُ: القِرامُ ثوبٌ من صوفٍ فيه ألوانٌ، وهو شفيفٌ يُتَّخَذ سِتراً، فإذا خِيط وصُيِّر بيتاً فهو كِلَّةٌ.
          1879- قوله: «فلتُقَرِّصْه» [خ¦307] بالتَّثقيلِ وكسر الرَّاءِ، وبالتَّخفيفِ وضمِّ الرَّاءِ، بمعنى: تقْطعُه بظُفرِها، وفي مَوضعٍ آخر: «ثمَّ تقْتَرِصُ الدَّمَ» [خ¦308] تفتَعلُ منه.
          1880- قوله: «القَرْضُ»، و«السَّلَمُ» قيل: هما بمعنًى واحدٍ، وقيل: القرضُ ما لا أجلَ له، والسَّلمُ والسَّلفُ والدَّينُ ما فيه أجلٌ، وسُمِّي قرْضاً؛ لاقتطاعِ صاحبِه له من مالِه للآخرِ، والقرضُ: الفعلُ الحسَنُ، ومنه قوله: «مَن يُقْرِضُ غيرَ عَدِيمٍ»، وقوله تعالى: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة:245]، قيل: يعمَل عملاً صالحاً، وقيل: سُمِّي بذلك؛ لما قدَّمه الإنسانُ ورجا ذُخرَ الثَّوابِ له، شبَّهها بالقَرضِ في المُداينةِ والسَّلفِ.
          وقوله: «فيقرضُه بالمقارِيضِ»؛ أي: يقطَعُه بها، والمِقراضُ المِقصُّ.
          1881- قوله: «خرجتْ قُرعةُ المهاجرِينَ»، وما تصرَّف من القُرعةِ، وهي السِّهامُ، وهو من رمي السِّهامِ على الحُظوظِ، ومنه: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ} [الصافات:141]؛ أي: مَن خرَج سَهمُه رُمي في البَحرِ، وأصلُه من الضَّربِ.
          وفي الحديث: «أُقْسِمُ لَتقْرَعَنَّ بها أبا هريرةَ» [خ¦1926] بفتحِ التَّاء؛ أي: لترْدعنَّه، يقال: قَرِع الرَّجلُ _بكسرِ الرَّاءِ_ إذا ارتدَع، أو يكون معناه: لتفْجَأنَّه بذكرِها، وهو كالصَّكِّ له والضَّربِ، ومنه: قرعُ البابِ بالعصا، والأَوجه عندي أنْ يكون بضمِّ التَّاءِ وكسر الرَّاءِ، رُباعيٌّ، ومعناه: تغلِبُه وتظهرُ عليه بالكلامِ، يقال منه: أقْرَعتُه إذا قهرتَه بكلامِك، قاله صاحبُ «الأفعالِ»، ويحتمِل أنْ يكون «لتُقْرِّعنَّ بها أبا هريرةَ» من التَّقريعِ وهو التَّوبيخُ.
          وفي الحديثِ: «ثمَّ قَرَعَ راحلتَه»؛ أي: ضَرَبها، والقَوارعُ الأمورُ العِظامُ؛ / لأنَّها تقرَع قُلوبَ من نزَلت بهم، ومنه: {الْقَارِعَةُ} [القارعة:1]: القيامةُ.
          و«قِرَاع الكتائبِ» [خ¦3973] ضرْبُ بعضِهم بعضاً.
          و«الدُّباء القَرْعةُ» بسكونِ الرَّاء، والقُرْعُ جمعُه.
          1882- قوله: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي» [خ¦2651] يعني: أصحابَه، وقيل: بل كلُّ مَن رآه، وقيل: بل كلُّ مَن كان حيَّاً على عَهدِه، واختُلف في القَرْنِ في اللُّغةِ وفي مِقدارِه من العَددِ والمدَّةِ، فحكى الحربيُّ فيه من عشرةٍ إلى عشرين إلى مئةٍ وعشرين، ثمَّ قال بعدَ ذِكرِ هذه المقالاتِ: وليس في هذا كلِّه شيءٌ واضحٌ، ورأى أنَّ القَرْنَ كلُّ أمَّةٍ هلَكت فلم يَبق منها أحدٌ، قال ابنُ الأعرابيِّ: القَرْنُ الوقتُ من الزَّمانِ.
          و «قَرْنُ الشَّيطان» [خ¦1037]، و«قَرْناه» [خ¦3302] قيل: أُمَّتُه والمتَّبِعون لرأيِه من أهلِ الضَّلالِ والكُفرِ، وقيل: قوَّتُه وانتشارُه وتسلُّطُه، وقيل: أراد قَرْنَي رأسِه، وهما جانباه، وأراد به حينئذٍ يتسلَّطُ، ومن هُناك يتحرَّكُ، ويدلُّ على صحةِ هذا التَّأويلِ وكونِه على ظاهرِه قولُه: «فإذا استَوت قارَنَها، فإذا ارتفعَت فارقَها».
          وقوله في عليٍّ ☺: «إنَّك ذُو قَرْنَيها» قيل: ذو طرفَي الجنَّةِ، والهاءُ عائدةٌ عليها، وقيل: مَلِكُها الأعظمُ؛ أي: تسلُك مُلْكَ جميعِ الجنَّةِ، كما سلك(4) ذو القَرنينِ جميعَ الأرضِ، وقيل: بل الهاءُ عائدةٌ على الأُمَّةِ، وهي إشارةٌ إلى أنَّك فيها مثلُ ذي القَرنَين في أُمَّتِه؛ لأنَّه دعا قومَه فضربُوه على قَرْنه [فمات](5) فأحياهُ الله، ثمَّ دعاهم فضربُوه على قَرْنِه الآخَرِ فمات، ثمَّ أحياه الله، وعليٌّ ضربَه ابنُ مُلجَمٍ على قَرْنِه، وضرب الأخرى على قَرْنِه يومَ الخندقِ، وقيل: ذو قرنَيها: كبشُها وفارسُها، يعني: الأُمَّةَ، وقد تقدَّم في الذَّالِ.
          وقوله: «ويَسْقُط قَرْنُها الأوَّلُ» يعني: الشَّمسَ؛ أي: يغِيبُ جانبُها، وقوله: «وضربتُه على قَرْنِ رأسِه»؛ أي: جانبِه الأعلى.
          و«ضحَّى بكَبشينِ أقْرَنينِ» [خ¦1712]؛ أي: ليسا بأجمَّينِ، والأقْرَنُ من الكِباشِ ما له قُرونٌ، ومن النَّاسِ المتَّصلُ الحاجبينِ، إلَّا أنَّه لا يُقال في النَّاسِ إلَّا بالإضافةِ إلى الحاجبينِ.
          وقوله: «فوجدَه يغتسلُ بين القَرْنَينِ» [خ¦1840] هما الدِّعامتان من خشبٍ أو بناءٍ على البئرِ تُمدُّ عليهما خشَبةٌ ثالثةٌ تكون فيها / البَكرةُ، ومنه: «وإذا لها قَرْنانِ كقرْنَي البِئْرِ». [خ¦3738]
          وقوله: «أحفظُ الْقُرَناءَ التي كان يقرأ بِهنَّ» [خ¦5043] يريدُ التي(6) كان يَقرَأ بِهنَّ في كلِّ رَكعةٍ، ويقرأ بها سُورتين معاً كما قد جاء في حديثٍ: «النَّظائرَ». [خ¦775]
          وقوله: «حتَّى تَقتُلَ أقْرانَها» [خ¦2704]، و«بئسَ ما عَوَّدتم أقْرَانَكم» [خ¦2845] جمعُ قِرنٍ _بكسرِ القاف_؛ أي: الذي يُقارِنُك في بطشٍ أو شدَّةٍ أو قتالٍ أو عِلمٍ، فأمَّا في السِّنِّ فقَرْنٌ _بفتحِ القاف_ وقَرينٌ أيضاً، ومنه حديثُ يتِيمةِ أمِّ سُليمٍ ♦: «دعا عليَّ أنْ لا يَكْبَر قَرْني أو سِنِّي».
          و«القرِينُ» الشَّيطانُ المقْرونُ بالإنسانِ لا يُفارِقُه.
          وقوله: «فَلْيُطلِع لنا قَرْنَه» [خ¦4108]؛ أي: فَلْيُظهِر لنا رأْسَه، ولا يستخفِي، والقَرْنُ: جانبُ الرَّأسِ، كنَّى به عن الجملةِ.
          وقوله: «ومشَطناها ثلاثةَ قُرُونٍ» [خ¦1254]؛ أي: ثلاثَ ضفائرَ، والقُرونُ خصائلُ الشَّعرِ الملْتفَّةُ، وهي الذَّوائبُ والغدائِرُ، وقيل: إنَّما يقال ذلك فيما طالَ منها.
          و«قَرْنُ المنَازلِ» [خ¦1524]، و«الثَعالِب» [خ¦3231]، و«أهلُ نَجدٍ من قَرْنٍ» [خ¦133] كلُّها مواضعُ، وأصلُ القَرْنِ: جُبَيلٌ صغيرٌ مستطيلٌ منفَردٌ عن الجبلِ الكبيرِ، ومنه في حديثِ سلمةَ(7) : «وقعَدتُ على قَرْنٍ».
          و«القِرانُ في الحجِّ» جمعُه مع العُمرةِ في الإحرامِ، يقال منه: قرَن، ولا يقال أقْرن، وكذلك في «قِرانِ التَّمرِ» [خ¦2483]، وهو جمعُ التَّمرتَينِ في لُقمةٍ، وجاء في الحديثِ: «نهَى عن الإقْرانِ في التَّمرِ» [خ¦2455]، كذا في أكثرِ الرِّواياتِ، وصوابُه: «القِران» [خ¦5446]، وهذا فيما بين الشُّركاءِ.
          وقوله: «خُذْ هَذينِ القَرِينَينِ» [خ¦4415] هما المقرُونانِ من الإبلِ بعِقالٍ واحدٍ، وفي روايةٍ أُخرَى: «القَرينَتَين»(8) يريدُ النَّاقتَينِ أو الرَّاحلتَينِ.
          1883- قوله: «مَن لم يُقارِفِ اللَّيلةَ» [خ¦1285] قيل يعني: يكتسِب الذَّنبَ، وجاء في نُسخة الأصيليِّ نحوُه عن فُلَيحٍ، وقيل معناه: من لم يُجامِع.
          كما قد جاء في الرِّوايةِ الأُخرَى: «لم يُقارِف أهلَه».
          وفي الحديثِ: «كان يُصبح جُنُباً من قِرافٍ(9) غيرِ احتلامٍ»؛ أي: من جِماعٍ، وأنكَر هذا الطَّحاويُّ هنا، وقال معناه: من لم يُقاول اللَّيلةَ، قال غيرُه: لأنَّهم كانوا يكرَهون الحديثَ بعد العِشاءِ، ويُحبُّون النَّومَ بعدها، وجاء النَّهيُّ فيه عن النَّبيِّ صلعم. [خ¦547]
          وقوله: «أن تكون أُمُّكَ قَارَفَت» يريد اكتَسَبتْ، وأرادَت به الزِّنا، وقوله: «إن كُنتِ قارَفْتِ / سُوءاً فتُوبي منه». [خ¦4757]
          و«القُرفُصاءُ» يُمدُّ ويُقصرُ، ويقال بكسرِ القافِ والفاءِ أيضاً، وبالوَجهَين قيَّدناه على ابنِ سراجٍ، وهي جِلْسةُ المحتبِي بيديه، وقال البخاريُّ في «باب الاحتباءِ باليدِ»: «وهو القُرْفُصاءُ» [خ¦79/34-9348]، وقيل: هي جِلْسةُ المستَوفِز، وقال أبو عليٍّ: هي جِلْسةُ الرَّجلِ على ألْيتِه، وحديثُ قَيلةَ يدلُّ عليه لقولها: «وبيدِه عَسيب»، فقد أَخبرتْ أنَّه لم يَحتبِ بيدَيه، قال الفرَّاءُ: إذا ضمَمت مدَدْت، وإذا كسَرت قصَرتَ.
          1884- قوله: «بِقاعٍ قَرْقَرٍْ» هي الأرض المُستَوية، و«القاع» نحوٌ من القَرْقَر.
          وقوله: «احْمِلُوهُ في قُرْقُورٍ» هي سفينةٌ، وجمعها قَراقِير، إلَّا أنَّها سُفنٌ صِغارهذا قولُ أبي الحسين، وفي روايتِنا عن القاضي الصَّدَفيِّ: القُرْقُور: أعظمُ السُّفن، وكذا قاله الحربيُّ، والأوَّلُ أصوبُ، وهو الذي يقتضِيه مساقُ الأحاديث؛ لأنَّها التي تتصرَّف في أمثالِ ما جاء في الحديث لا الكِبار، وقال ابنُ دُريدٍ: القرقور: ضربٌ من السُّفن، عربيٌّ معروفٌ، وقوله: (معروف) يدلُّ على تصوِيب استعمال النَّاس له، وهم إنَّما يستَعمِلونه فيما صَغُرَ.
          1885- قوله: «فَـــتَقَرَّى حُجَرَ نِسَائِهِ» [خ¦4793]؛ أي: تَـــتَـــبَّعهُن واحدةً واحدةً، يقال منه: قَرَوْتُ الأرضَ إذا تَتَبَّعتها أرضاً بعد أرضٍ، وناساً بعد ناس.
          1886- قوله صلعم: «أُمِرتُ بقَرْيةٍ تأْكُلُ القُرى» [خ¦1871] يعني: المدينةَ؛ أي: يفتَح الله على أهلِها ذلك، ويأكلون فَيْئهم، و«القَريةُ»: المدينةُ، وكلُّ مدينة قريةٌ؛ لاجتماع أهلِها فيها، من قرَيْتُ الماءَ في الحوض؛ أي: جمعتُه.
          وقوله: «تَقْرِي الضَّيف» [خ¦3]، و«اقبَلُوا عنَّا قِراكُم» [خ¦6140] القِرى _بالكسر مقصور_ ما يُهيَّأ للضَّيف من طعامٍ ونُزُل، قال القالي: وإذا فُتِح أوَّلُه مُدَّ.
          قوله: «والاعتِكافُ للقرويِّ والبدويِّ سَواءٌ» «القرويُّ» يُنسَب إلى القرية، وهي المدينة، يرِيد الحضَريَّ والبدويَّ، والعامَّةُ تنسِب القَرويَّ إلى القيروان، وهو خطأ، إنَّما يُنسَب إليها قيروانيٌّ.


[1] في (ن): (الجراجة).
[2] قوله: (وقيل) زيادة من (ب).
[3] لم أعثر عليه.
[4] كذا في الأصول، وفي «المشارق»: (لك مُلكُ جميعِ الجنَّةِ كما مَلك).
[5] زيادة من «المشارق».
[6] في (ن): (النبي صلعم).
[7] في الأصول: (أم سلمة)، وهو خطأ، وصوبناه من «المشارق» والمصادر.
[8] هي رواية أبي ذر عن الحَمُّويي والمستملي، كما في اليونينية.
[9] لعله رواية أو نسخة، وإلا ففي «مسلم» ░1109▒ و«الموطأ» ░639▒: (من جماع).