الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا

          2140- الثَّالث والأربعون: عن حَمَّاد عن ثابتٍ البُنانيِّ عن أنس: «أنَّ ثمانين رجلاً من أهل مكَّة هبَطوا على رسول الله صلعم من جبَل التَّنعيم مُتسَلِّحين(1) يريدون غِرَّة رسول الله صلعم، فأخذهم سَلَماً(2) فاستحياهم، فأنزل الله ╡: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} الآية [الفتح:24]».


[1] في (ق): (مسلحين).وما أثبتناه هو الموافق لما في مسلم.
[2] السِّلْم: الصلح.هكذا فسره الحميدي، فيضبط بإسكان اللام مع كسر السين وفتحها، ورجَّح الخطابي وتبعه عياض فتح السين واللام بمعنى الإذعان والاستسلام، وهو أقرب.قال ابن الأثير: والذي ذهب إليه الخطابي هو الأشبه بالقضية فإنهم لم يؤخذوا عن صلح وإنما أخذوا قهراً، فأسلموا أنفسهم عجزاً، على أنَّ الأول له وجه، وذلك أنه لم يَجْرِ لهم معهم حرباً إنما صالحوهم على أن يؤخذوا أسرى ولا يقتلوهم، فسمى الانقياد إلى ذلك صلحاً، وهو السِّلْم.«النهاية» 2/985.