الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من يردهم عنا وله الجنة

          2125- الثَّامن والعشرون: عن حَمَّاد بن سلمة عن عليِّ بن زيد وثابت البُنانيِّ عن أنس: «أنَّ النَّبيَّ صلعم أُفرِدَ يومَ أُحُد في سبعةٍ من الأنصار ورجلين من قريش، فلمَّا رَهِقوه(1) قال: مَن يردُّهم عَنَّا وله الجنَّة؟ أو هو رفيقي في الجنَّة؟ / فتقدَّم رجلٌ من الأنصار فقاتل حتَّى قُتِلَ(2)، ثمَّ رهِقوه أيضاً، فقال: مَن يردُّهم عَنَّا وله الجنَّة؟ أو هو رفيقي في الجنَّة؟ فتقدَّم رجلٌ من الأنصار فقاتل حتَّى قُتِلَ، فلم يزل كذلك حتَّى قُتِلَ سبعةٌ، فقال رسول الله صلعم لصاحبَيه: ما أنصفْنا أصحابَنا!(3)».


[1] في (الحموي): (رهقوهم).فلما رهقُوه: أي قَربوا منه، ومنه المُرَاهِق وهو الذي قارب الحُلُم، وأرهَقْنا الصلاة: أي أخّرناها حتى كادت تَقرب من الأخرى.
[2] انتقل نظر ناسخ (ق) من (قتل) إلى (قتل) التالي فسقط ما بينهما.
[3] الرواية المشهورة فيه (ما أنصَفْنا) بإسكان الفاء، و(أصحابَنا) منصوب مفعول به، هكذا ضبطه جماهير العلماء من المتقدمين والمتأخرين، ومعناه: ما أنصفت قريشٌ الأنصارَ لكون القرشيين لم يخرجا للقتال بل خرجت الأنصار واحداً بعد واحدٍ، وذكر القاضي وغيره أنّ بعضهم رواه: (ما أنصَفَنا) بفتح الفاء، والمراد على هذا: الذين فروا من القتال فإنهم لم ينصِفوا لفرارهم.«شرح مسلم» 12/148.