الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: بل أنت فتربت يمينك، نعم فلتغتسل يا

          2101- الرَّابع: عن إسحاق بنِ عبدِ الله عن أنس قال: «جاءت أمُّ سليم _وهي جدَّة إسحاق_ إلى رسول الله صلعم، فقالت له وعائشةُ عنده: يا رسول الله؛ المرأةُ تَرى ما يَرى الرَّجل في المنام، فتَرى من نفسها ما يَرى الرَّجل من نفسه، فقالت عائشة: يا أمَّ سليم، فضحتِ النِّساء ترِبت يمينُكِ! فقال لعائشَةَ: بَل أنتِ فترِبت يمينُكِ، نعم فلتَغتَسل يا أمَّ سُليم إذا رأت ذلك».
          زاد الرَّاوي في نفس الحديث قولها(1) : «ترِبَتْ يمِينُكِ؛ خيرٌ»، كذا في كتاب مسلمٍ(2)، ولعلَّه من قول الرَّاوي في أنَّه لا يُرادُ بهذه اللفظة إلَّا الخير.
          وأخرجه مسلم أيضاً من حديث سعيد بن أبي عَروبَةَ عن قتادَةَ عن أنس: «أنَّ أمَّ سليم حدَّثت، أنَّها سألت نبيَّ الله صلعم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرَّجل...» الحديثَ. هكذا فيما عندنا من كتاب مسلمٍ: «أنَّ أمَّ سليم حدَّثت أنَّها سألت» وهو على هذا يقَع في مسنَد أمِّ سُلَيم.
          ولكن قد أخرجه أبو مَسعودٍ في ترجمة سعيد عن قتادَةَ عن أنس في مسند أنس، وقال فيه: عن سعيد عن قتادَةَ عن أنس: «أنَّ أمَّ سليم سألت النَّبيَّ / صلعم...» وهكذا أخرجه البَرقانيُّ في كتابه «المخرَّج على الصَّحيحين» عن سعيد عن قتادَةَ عن أنس: «أنَّ أمَّ سليم سألَتِ النَّبيَّ صلعم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرَّجل، فقال لها النَّبيُّ صلعم: يا أمَّ سليم، إذا رأتِ المرأة ذلك فلتَغتَسِل.
          فقالت أمُّ سليم _واستحييتُ من ذلك_ : وهل يكون هذا؟ فقال نبيُّ الله صلعم: نعم، فمن أين يكون الشَّبه؟ إنَّ ماء الرَّجل غليظٌ أبيض، وماء المرأة رقيقٌ أصفر، فَمِن أيِّهما علا أو سبق يكون منه الشَّبه».
          وأخرجه مسلمٌ أيضاً من حديث أبي مالك سعدِ بنِ طارقٍ الأشجَعي عن أنس قال: «سألَتِ امرأةٌ رسول الله صلعم عن المرأة ترَى في منامها ما يَرى الرَّجلُ في منامه، فقال: إذا كان منها ما يكون منَ الرَّجل فلتَغتَسِل».


[1] في (ق): (في تفسير الحديث قوله)، وما أثبتناه أنسب في المعنى.
[2] أشار النووي في «شرحه» 3/221 إلى أنّ هذه الزيادةَ وقعت فى أكثر الأصول، قال: وهو تفسير، ولم يقع فى كثير من الأصول.