الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: آنت هيه؟ لقد كبرت لا كبر سنك

          2100- الثَّالث: عن إسحاقَ بنِ عبد الله بنِ أبي طلحَةَ عن أنسٍ قال: «كانت عند أمِّ سُلَيم يتيمةٌ وهي أمُّ أنس، فرأى رسول الله صلعم اليتيمَةَ، فقال: آنتِ هِيَه؟ لقد كبِرتِ لا كَبِرَ سِنُّك! فرجَعَتِ اليتيمةُ إلى أمِّ سليم تبكي، فقالت أمُّ سُلَيم: ما لكِ يا بنيَّة؟ قالت الجاريةُ: دعا عليَّ رسول الله صلعم ألَّا يكبَر سِنِّي أبداً، فالآن لا يكبَرُ سنِّي أبداً _أو قالت: قَرني_ فخرجت أمُّ سليم مستعجِلةً تلوث خِمارها(1) حتَّى لقِيتْ رسول الله صلعم، فقال لها رسول الله صلعم: ما لك يا أمَّ سُلَيم؟ قال: فقالت: يا نبيَّ الله، أدَعوتَ على يتيمتي؟ قال: وما ذاك يا أمَّ سُلَيم؟ قالت: زَعَمَت أنَّك دعوتَ ألَّا يكبَر سِنُّها، ولا يكبَر قَرنُها، قال: فضَحِك رسول الله صلعم، ثمَّ قال: يا أمَّ سُلَيم، أما تعلمين أنَّ شَرطي على ربِّي، / _أنِّي اشترطتُ على ربِّي_ فقلت: إنَّما أنابَشَرٌ، أرضى كما يرضى البشر، وأغضبُ كما يغضبُ البشر، فأيُّما أحدٍ دعوتُ عليه من أمَّتي بدعوةٍ ليس لها بأهلٍ أن تجعلها له طَهوراً وزكاةً وقُربةً تقرِّبه بها منه يومَ القيامة».


[1] لاثت خِمارها: أي لوَته على رأسِها، ولاثَ عمامَتَه يلوثهَا لوثاً: أدارها على رأسِه، ولاث بهِ الناس أحاطوا به.