غاية التوضيح

حديث: لقد لقيت من قومك ما لقيت

          3231- قوله ╕: (أَشَدُّ مَا لَقيتُ) في «المقاصد»: قال في «الكاشف»: هو خبر كان واسمه عائدٌ إلى مقدَّر وهو مفعول قوله: (لقيتُ)، و(يَومَ العَقَبَةِ) ظرف كان المعنى كان ما لقيت من قومك يوم العقبة أشدُّ ما لقيت منهم، و(العَقَبَة) هي الَّتي ينسب إليها جمرة العقبة وهي بمنًى.
          قوله: (إِذ عَرَضْتُ نَفْسي) في شوَّال سنة عشرٍ من البعثة بعد موت أبي طالبٍ وخديجة وتوجهه إلى الطَّائف، و(يَالِيلَ) بالتَّحتيَّتين وكسر اللَّام الأولى عير منصرف، و(كُلَال) بضمِّ الكاف وتخفيف اللَّام، وكان ╕ يقف عند العقبة في الموسم يعرض نفسه على قبائل العرب يدعوهم إلى الإسلام، فدعا ابن عبد ياليل وهو من أكابر أهل الطَّائف طلب منهم نصرة الإسلام فلم يقبلوا ورضحوه بالحجارة فأدموا رجله، وابن أبي ياليل أسلم بعد انصرافه صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم من غزوة الطَّائف.
          قوله: (عَلَى وَجْهِي) متعلِّقٌ بقوله: (انطَلَقْتُ) أي: انطلقت على الجهة المواجهة لي لا أدري أين أتوجَّه من شدَّة ذلك، ولم أشفق ممَّا أنا فيه من الغمِّ حتَّى بلغت قرن الثَّعالب، والاستفاقة استفعال من أفاق إذا رجع إلى ما كان قد شُغِل عنه وعاد إلى نفسه، و(قَرْن الثَّعالب) ميقات أهل نجدٍ بينه وبين مكَّة يومٌ وليلةٌ.
          قوله: (ذَلِك) مبتدأ خبره محذوفٌ؛ أي: ذلك كما قال جبريل، أو كما سمعت منه، أو خبر مبتدأ محذوف؛ أي: الأمر ذلك.
          قوله: (فَمَا شِئْتَ) (ما) استفهامية أو موصولة؛ أي: مر في ما شئت، وجزاء (إِنْ) محذوف؛ أي: لفعلت، و(أُطْبِقَ) بضمِّ الهمزة وسكون المهملة وكسر الموحَّدة، و(الأَخْشَبَينِ) تثنية (أخشب) بفتح الهمزة وبالخاء والشِّين المعجمتين: كلُّ جبلٍ غليظ وهما جبلا مكَّة أبو قيس ومقابله وهو الأحمر.