غاية التوضيح

باب الإهلال من البطحاء وغيرها للمكي وللحاج إذا خرج

          ░82▒ (بابُ الإِهْلالِ مِنَ البَطْحاءِ) وادي مكَّة.
          و(التَّرْوِيَة) هو اليوم الثَّامن من ذي الحجَّة، و(حَتَّى) بمعنى إلى.
          قوله: (بِظَهْرِنا) أي: جعلناها وراء ظهرنا حال كوننا لبَّينا بالحجِّ، ووجه دلالته على التَّرجمة أنَّ الاستواء على الرَّاحلة كناية عن النَّفر، فابتداء الاستواء هو ابتداء الخروج إلى منًى.
          قوله: (حَتَّى يَوْم التَّرْوِيَةِ) بالحركات الثَّلاث، والجرُّ رواية أبي ذرٍّ؛ كذا في «القسطلانيِّ».
          قوله: (حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ) فإن قلت: إهلاله صلَّى الله عليه وآله وصحبه سلَّم حين انبعثت به راحلته إنَّما كان بذي الحليفة وأهلَّ ابن عمر مكَّة يوم التَّروية، فكيف احتجَّ به لما ذهب إليه، ولم يكن إهلاله صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم بمكَّة ولا يوم التَّروية؟ أجاب ابن بطَّال: بأنَّ ذلك من جهة أنَّه صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم أهلَّ من ميقاته في حين ابتدائه في عمل حجَّة، واتَّصل له عمله ولم يكن بينهما مكث ينقطع به العمل، فكذلك لا يهلُّ إلَّا يوم التَّروية الَّذي عمله ليتَّصل له عمله ناشئًا به ◙ بخلاف ما لو أهلَّ من أوَّل الشَّهر.