غاية التوضيح

باب ما ذكر في الحجر الأسود

          ░50▒ (بابُ ما ذُكِرَ في الحَجَرِ الأَسْوَدِ)
          قوله: في حديث ابن عبَّاسٍ ╩ مرفوعًا ما صحَّحه التِّرمذيُّ: «نزل الحجر الأسودُ من الجنَّة وهو أشدُّ بياضًا من اللَّبن، فسوَّدته خطايا بني آدم»، وفي هذا الحديث تخويفٌ لأنَّه إذا كانت الخطايا تؤثِّر في الحجر فما ظنُّك بتأثيرها في القلوب، وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا: «إنَّ الحجر والمقام ياقوتان من ياقوت الجنَّة، طمس الله نورهما، ولولا ذلك لأضاء بين المشرق والمغرب» رواه أحمد والتِّرمذيُّ، وصحَّحه ابن حبَّان، لكن في إسناده رجا أبو يحيى، وهو ضعيف، وإنَّما ذهب الله تعالى بنورهما ليكون إيمان النَّاس بكونهما حقًّا إيمانًا بالغيب، ولو لم يطمس لكان الإيمان بالشَّهادة، والإيمان الموجب للثَّواب هو الإيمان بالغيب؛ كذا في «القسطلانيِّ».