انتقاض الاعتراض

باب من قام لجنازة يهودي

          ░49▒ (باب مَن قام لجنازة يهوديٍّ)
          قال (ع): ذكرنا في باب القيام للجنازة اختلاف الأحاديث في تعليل القيام لها فيراها(1) أحسن وأوجه ممَّا ذكره(2) بعضهم في / هذا الموضع.
          قلت: قال (ح) هنا(3) : قوله: «أَلَيْسَتْ(4) نَفْسًا؟!» هذا لا يعارض التَّعليل المتقدِّم حيث قال: «إِنَّ لِلْمَوْتِ فَزَعًا»، وكذا حديث أنس عند الحاكم، فقال: «إنَّمَا قُمْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ» ونحوه(5) لأحمد عن أبي موسى ولأحمد وابن حبَّان والحاكم عن عبد الله بن عمرو رَفعه: «إنَّمَا(6) يَقُومُونَ إِعْظَامًا لِلَّذي يَقْبِضُ النُّفُوس»، وفي لفظ ابن حبَّان: «يَقْبِضُ الأَرْواح» فإنَّهُ لا ينافي أيضًا التَّعليل السابق؛ لأنَّ القيام فزعًا فيه تعظيم لأمر الله وتعظيم للقائمين بأمره وهم الملائكة...إلى آخر كلامه.
          والَّذي قاله (ع)، وادَّعى أنَّهُ أحسن وأوجه هو قوله بعد أنْ ذكر حديث عامر بن ربيعة: «إِذَا رَأَيْتُمُ اْلجَنَازَةَ قُومُوا...» الحديث، اختلفتِ(7) الأحاديث في تعليل القيام: ففي حديث جابر: «لِلْمَوْتِ فَزَعٌ»، وفي حديث سهل بن حنيف: «كَوْنُهَا نَفْسًا»، وحديث أنس: «إنَّمَا قُمْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ»، وحديث عبد الله بن عمرو: «إنَّمَا تَقُومُونَ إِعْظَامًا لِلَّذي يَقْبِضُ الأَرْوَاحَ»، وفي حديث أبي موسى: «إنَّمَا يقوم لمِن معها مِن الملائكة»، ونقل عن شيخنا زين الدَّين العلَّة المذكورة في الحديث تقتضي عدم التَّخصيص بالمسلم وأهل الكتاب، انتهى.


[1] في (س): «فتراها».
[2] في (س): «ذكر».
[3] قوله: ((هنا)) زيادة من (د) و(ظ).
[4] في (ظ): «ألست».
[5] في (س): «نحوه».
[6] في (س): «وإنما».
[7] في (س): «اختلف».