التلويح شرح الجامع الصحيح

باب: إذا وقف أرضًا أو بئرًا واشترط لنفسه مثل دلاء المسلمين

          ░33▒ بَابُ إِذَا وَقَفَ أَرْضًا أَوْ بِئْرًا، وَاشْتَرَطَ لِنَفْسِهِ مِثْلَ دِلَاءِ المُسْلِمِينَ
          وَأَوْقَفَ أَنَسٌ دَارًا، فَكَانَ إِذَا قَدِمَهَا نَزَلَهَا.
          هذا التعليق رواه البيهقي عن أبي عبد الرَّحمن السُّلَمي، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمود المَرْوِزي: حدَّثنا أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ: حدَّثنا محمد بن المثنى: حدَّثنا الأنصاري: حدَّثني أبي، عن ثمامة، عن أنس، أنَّه وقف دارًا بالمدينة، فكان إذا حجَّ مرَّ بالمدينة فنزل داره.
          البخاري:
          وَتَصَدَّقَ الزُّبَيْرُ ☺ بِدُورِهِ.
          هذا التعليق رواه أيضًا عن السُّلَمي، أخبرنا أبو الحسن الكارِزِي: حدَّثنا علي بن عبد العزيز: حدَّثنا أبو عبيد: حدَّثنا أبو يوسف، عن هشام، عن أبيه : أنَّ الزُّبير جعل دوره صدقة، قال: «ولِلمَرْدُودَةِ من بناته أن تسكن غير مُضِرَّة ولا مُضَر بها، فإن استغنت بزوج فلا شيء لها» قال الأصمعي: المردودة: المطلَّقة.
          وحديث عثمان ☺ تقدم في الشرب وتقدم قول ابن المنير: أن ليس في حديث عثمان المذكور عنده: (مِثْلَ دِلَاءِ المُسْلِمِينَ) وبيَّنَّا هناك أنَّ في بعض طرق حديثه: (يُسَاوُونَ لَهُ) فطابَقَ.
          وقال: وليس في الباب بجملته ما يوافق التَّرجمة إلَّا وقف أنس خاصَّة، ووقف ابن عمر بالطَّريقة المتقدِّمة من دخول المخاطِب في خطابه.
          قال / : وقد ظهر لي مقصودُ البخاري من بقيَّة حديث الباب فطابق الترجمة، ووجهه: أنَّ الزبير قصدَ مَنْ تلزمه نفقته من بناته، كالتي لم تزوَّج لصِغرٍ مثلًا، والتي تزوَّجت ثم طُلِّقت قبل الدخول؛ لأنَّ تناول هاتين أو إحداهما من الوقف إنَّما يَحمل عنه الإنفاق الواجب، فقد دخل في الوقف الذي أوقفه هذا الاعتبار، والله تعالى أعلم. انتهى الذي ذكرناه من....
          وبهذه التخريجات كلها قال أيضًا: ووجه مطابقة الترجمة من قوله: (وَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ نَصِيبَهُ مِنْ دَارِ عُمَرَ سُكْنَى لِذَوِي الحَاجَةِ مِنْ آلِ عَبْدِ اللهِ) فقال:
          كيف يدخل ابن عمر في وقفه؟ فنقول: نعم. يدخل لأنَّ الآل يُطلق على الرجل نفسه، كان الحسن بن أبي الحسن يقول في الصلاة على سيِّدنا رسول الله صلعم: اللهم صل على آل محمد.
          وقال النبي صلعم: «اللهمَّ صَلِّ على آلِ أبي أوفى» [خ¦1974].
          وقال جلَّ وعزَّ: {أدخلوا آل فرعون أشد العذاب }[غافر:46].