تعليقة على صحيح البخاري

باب المن شفاء للعين

          ░20▒ (بَابٌ: الْمَنُّ شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ)؛ الحديث
          عن جابر بن عبد الله قال: كثرت الكمأة على عهد رسول الله صلعم ، فامتنع أقوام من أكلها، وقالوا: هي جدريُّ الأرض، فبلغ ذلك رسول الله صلعم فقال: «ليست من جدريِّ الأرض، إلَّا أنَّ الكمأة من المنِّ»، والكمأة والمنُّ يحدثهما الله؛ رزقًا لعباده من غير أصل له ومن غير صنع منهم ولا علاج؛ إذ كانت جميع أقوات العباد لا سبيل إليها إلَّا بأصل عندهم وغرس، وليس كذلك الكمأة والمنُّ والترنجيبل، وإنَّما أراد به شيئًا(1) ينبت بنفسه من غير تكليف حرث ولا زرع، وأنَّها حلال لا شبهة في اكتسابه.
          قوله: (وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ): يريد: أنَّه يربى به الكحل والتوتياء ونحوها ممَّا يكتحل به، فينتفع بذلك، وليس بأن يكتحل به وحده، فذلك يؤذي العين ويعذِّبها، وقيل: يزيد من داء العين.


[1] في (أ): (شيء).